الفرع الثاني: التطبيق العملي لفكرة النائب الإنساني ومدى استقلاليتها و قدرتها على اتخاذ القرار و إمكانية السيطرة عليها من جهة أخرى فمثلا قد يتحمل المصنع عبئ المسؤولية عندما يكون العيب ناتج عن سوء التصنيع الذي قد أدى الى انفلات الآلة الذكية و قيامها بأفعال خارجة عن اطار استخدامها الطبيعي و فقدان السيطرة عليها . أو نتيجة عدم قدرة أنظمتها المبرمجة على اتخاذ القرارات المناسبة خلال قيامها بالرحلة في مواجهة ظروف ملاحية صعبة في البحر. كما قد يكون المشغل الذي يشغل الآلة الذكية بمثابة النائب الإنساني الذي يتحمل المسؤولية عن الخطأ و التعويض ، عن الضرر الناتج عن سوء فهمه و تعامله مع تعليمات و برمجيات الآلات الذكية ، فمثلا عن ذلك لوكان الضرر الذي تسبب فيه الآلة الذكية كان نتيجة اهمال المشغل للحسابات الالكترونية المبرمج عيها كمبيوتر السفينة ذاتية القيادة ، كما قد يكون النائب هو المالك نفسه الذي يستعمل الآلة الذكية لمصلحته الشخصية ، ومع ذلك قام بتجاهل الأمر و أهمله . تجدر الإشارة إلى أن المسؤولية عن الآلات الذكية تزداد كلما زادت استقلاليتها و قدرتها على اتخاذالقرارات ذاتيا دون الحاجة الى تدخل العامل البشري الذي يتحكم فيها، فعندما تصل الآلة الذكية الى أقصى درجات الاستقلال الذاتي ، تنتج عن أخطاءها مسؤولية صارمة و ليس مسؤولية ناتجة عن الإهمال في إدارة المخاطر ،