المركز و الهامش المركز والهامش من أكثر المصطلحات تناولاً في النقد الثقافي والدراسات الثقافية " وإثارة للجدل في الخطاب ما بعد الكولونيالي، ومع ذلك فهو يتخذ موضعه في مركز أية محاولة لتعريف ما حدث بالنسبة لتمثيل الشعوب وعلاقتها كنتيجة للفترة الاستعمارية، ولم يكن ممكناً للكولونيالية أن توجد على الإطلاق إلا من خلال افتراض وجود مقابلة ثنائية ينقسم إليها العالم، وقد اعتمد التأسيس المتدرج للإمبراطورية على العلاقة الهرمية الثابتة بوجود المستعمر بوصفه الآخر بالنسبة للثقافة المستعمرة وهكذا فوجود فكرة الهمجي كان ممكناً فقط إذا كان هناك وجود لمفهوم المتحضر ليعارضها ، وبهذه الطريقة شيدت جغرافياً الاختلاف إذ وضعت الاختلافات في خرائط (علم الخرائط) برسم مشهد رمزي مفتوح لا يمثل الثبات الجغرافي وإنما يمثل ثبات السلطان صارت أوروبا الإمبريالية تعرف بوصفها (المركز ) داخل جغرافيا كانت على الأقل رمزية بقدر ما كانت حسية، فكل شيء وقع خارج ذلك المركز كان بالبداهة يقف عند هامش أو حافة الثقافة والسلطان والحضارة وهكذا فقد صار مدار الرسالة الاستعمارية الرامية إلى جلب الهامش إلى مجال تأثير المركز المستنير، التبرير الأساسي للاستغلال الاقتصادي والسياسي للكولونيالية لا سيما بعد منتصف القرن الثامن عشر . والفكرة مثيرة للجدل لأنه افترض أن المحاولات الرامية إلى وضع تعريف لنموذج (المركز الهامش تخلّد هذا النموذج ، وفي الواقع فإن منظري (ما بعد الكولونيالية عادة يستخدمون النموذج للإيحاء بأن تفكيك مثل هذه الثنائيات يؤدي وظائف أكثر من مجرد التأكيد على استقلالية الهامش،