يوجه طه حسين حديثه إلى ابنته التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها، في هذه السن حيث يتخذ الأطفال من آبائهم وامهاتهم قدوة لهم في القول والعمل، كما يرون في آبائهم أنهم خير من الرجال، خوفا على مشاعر ابنته وحتى لا يثير فيها الشفقة والحزن. أراد طه حسين ان يضع ابنته امام صورة حيّة لأبييها في الثالثة عشرة من عمره من خلال هذا الوصف الحسي والمعنوي، والذي لا تستطيع ابنته أن تعيش حيث كانت الحياة قاسية. كذلك كان طه حسين يكذب على أبويه، فكان يسرد لهما الكاذيب حول سعادته، ليس لأنه يحب الكذب ولكن خوفا وإشفاقا على أبويه من القلق والتوتر، كذلك خوفا على أخيه الذي خاف الكاتب أن ينقص من زاده ليعطيه نصيبه.