من الطفولة إلى نهاية مرحلة المراهقة مع التحولات التي تمر بها، وكيفية التعامل مع مواقف وظروف الحياة تبعاً لآلية التفكير في كل مرحلة عمرية. والأهم من كل هذا التركيز على إيجابية التفكير والتفاؤل ورؤية الجانب المشرق من الحياة بصورة غير مباشرة. وبطلة الرواية طفلة يتيمة مفعمة بالحيوية والاندفاع. وهي على الرغم من فقدان والديها عندما كانت طفلة رضيعة وعملها حتى بلغت الحادية عشرة من العمر في عدة بيوت آوتها لترعى عدداً من أطفالها في مثل سنها، يشفق صاحب المزرعة ماثيو المتقدم في السن وأخته ماريلا العانس على آن التي وصلت بدلاً من صبي الميتم. دفعوا ماثيو للتعاطف معها وسرعان ما أنس لحديثها ثم لها على الرغم من خجله وصعوبة تواصله مع النساء من مختلف الأعمار. وبعد أن كان هاجسها الانتماء إلى عائلة ومكان. بعد شعورها بالاستقرار وتكوين الصداقات كرست طاقتها في الدراسة وكانت تجد في كل من شخصية مدرستها ومن ثم زوجة القس نموذجاً يحتذى به. إذ يدفعها انفعالها وارتباكها إلى التصرف بحماقة وبصورة خرقاء، إلا أن طيبتها وإخلاصها كانا يتغلبان على كل شيء في النهاية. وكلما مرت سنة تعمقت الكاتبة في تحليل الأحداث وكل من شخصية آن وماريلا، وبالتالي رصد تعاقب مراحل نضج تفكير آن، التي انقلب اندفاعها وحيويتها إلى هدوء واتزان، وتجلى ذلك من خلال صداقتها مع غيلبرت بلايث التي بدأت بصورة سيئة في مرحلة الدراسة الأولى. ومع وصول الأحداث إلى ذروتها حيث يفقد ماثيو وماريلا مدخراتهما عند إفلاس المصرف، تعيد آن النظر بشأن منحة آفري وحلمها بالجامعة لتعود إلى المزرعة لرعاية ماريلا بعد وفاة شقيقها. وتتمسك بالتفاؤل على الرغم من التضحية بالمنحة،