تُبرز قصيدة أبو تمام "فتح عمورية" براعة بصرية متسلسلة. تبدأ بلوحة ساخرة تستهدف المنجمين الذين تنبؤوا بالهزيمة، ليثبت الشاعر انتصار السيف على التنبؤات. تليها لوحة كوميدية سوداء تصف فرحة النصر وسط الدمار، ثم لوحة تُخلّد قائد النصر المعتصم، مُرَبطة انتصاره بعون الله، مُبرزة شجاعته وقدرته على القيادة. يُفرد الشاعر لوحةً أخرى للقائد الرومي المهزوم توفليس، مُظهراً خوفه عند رؤية الجيش المسلم، وعرضه الأموال لإيقاف الزحف، مُقارناً بين نوعين من القادة: المحتسب والذي يسعى للمال. يُختم الشاعر بتأكيد أن دافع المعتصم لم يكن المال، بل الثأر لإهانة امرأة مسلمة في زبطرة، مُبرزاً خطأ توفليس في تقدير خصمه.