تعددت دوافع إنشاء القنوات المتخصصة، بدءاً من عدم قدرة القنوات الشاملة على تلبية احتياجات المشاهد المتنوعة، سواءً من حيث ضيق الحيز الزمني المخصص لبرامج محددة كبرامج الأطفال أو الأخبار، أو عدم مواءمة مضامينها مع تطور المعارف والاهتمامات المتزايدة. كما ساهم التطور التكنولوجي، واتساع التغطية الإعلامية الجغرافية، وتعقد الأحداث العالمية، في تعذر معالجة القضايا بشكلٍ شاملٍ ومُعمّق من قبل القنوات العامة، ما دفع إلى ضرورة التخصص. أدى انتشار التعليم والتطور الحضاري، بالإضافة إلى التقدم التكنولوجي في تقنيات البث (كالبث المباشر) وإنتاج الصورة، إلى زيادة الحاجة للقنوات المتخصصة. كما لعبت المنافسة الشديدة بين القنوات الحكومية والخاصة، والعربية والأجنبية، دوراً حاسماً في هذا الانفجار. وأخيراً، برزت قنوات الطبخ كمثال على القنوات المتخصصة التي تحقق أهدافاً تجارية وثقافية، من خلال إبراز هوية مجتمعات معينة، وجذب السياحة والاستثمار، وتعزيز التقارب بين الشعوب، في إطار ما يُعرف بالديبلوماسية الطبخية والغذائية.