و أشقها على الإطلاق: فأما أنها أشرف المهن فلأنها أبعدها عن الأنانية و أشدها إنكارا للذات، ألا ترى كيف أن المعلم لا يعيش لنفسه بل لتلاميذه، إلا ليحمل ثمرات عمله المنهك إلى هؤلاء الذين ينتظرونه على مقاعد المدرسة في الصباح، حتى إذا انتهت السنة مضى من أمامه فوج و حل محله فوج جديد، و هكذا تمر الأجيال تحت نظر المعلم فينشأ منها الأبطال، و هو يواجه في كل ساعة مشكلة من هذه المشاكل الصغيرة التي لا يشعر بها سائر الناس، و هناك التلميذ الذي يرى أباه تعوجت سيرته، فمهنته مرهقة لا يشعر بها،