أمثلةٌ على الإعجاز البيانيّ في القرآن الكريم وأذهلت العقول، فقد تميّز بنظمه وأسلوبه عن كلّ ما اعتاده العرب من الشعر والنثر، ومن أمثلة هذه الخصائص؛ اتّصاف الأسلوب القرآنيّ بنظمٍ بديع اشتمل على فنٍّ تعبيريّ مغايرٍ للشعر والنثر، يقول تعالى: (حم* تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ* كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ* بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ)، واحتار في وصفه، ولكنّه الحقّ المبين، والوحي الصادق من الله تعالى إلى نبيّه الكريم صلّى الله عليه وسلّم، وللقرآن الكريم نسقٌ واحدٌ من الدقّة والجمال لا يتغيّر عند الانتقال من موضوعٍ إلى آخر، كما أنّ معاني القرآن تُخاطب الناس جميعاً على اختلاف أزمانهم ومداركهم، ٣] فالعامّي الذي لا علم له سيعلم أنّ هذه الآيات تتحدّث عن وصف الشمس والقمر، لذلك سمّيت سراجاً، فسيدرك أنّ إضاءة الشمس ذاتيّةٌ وإضاءة القمر ناتجةٌ من انعكاس الشمس، ٤] كما أنّ الأعراب وأهل اللغة تنبّهوا إلى ما في القرآن الكريم من الفصاحة والبلاغة، ٥] قال: "أَشْهَدُ أَنَّ مَخْلُوقًا لَا يَقْدِرُ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْكَلَامِ"، ومن الأمثلة على الإعجاز البيانيّ قوله تعالى: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، ولا يشعر السامع بالثقل، ٨] ولم يَقل افترسه؛ أمّا الأكل فيفهم منه عدم بقاء شيءٍ من أثره، قال تعالى: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)، أمّا المشي فهو الوصف الدقيق لحال المرأة المسلمة،