إن البعد الوجود الذاتي الإنسان يجعلنا ننظر إليه باعتباره شخصا متميزا بالحرية والإرادة والقدرة على اختيار انطلاقا من الوعي والفكر رغم ما يعتري وجوده من حتميات ولكن إذا اعتبرنا هذا الوعي ألذي يميز الإنسان على أنه برهان بأننا أحرار ولكن ماذا سنقول على أشخاص ألذين يقتلون بعضهم في الحرب رغم وعيهم بأن القتل فعل محرم وشنيع ولكن بدافع الخوف أو بدافع الإكراهات الخارجية المتمثلة في السلطة أو المنظمة ألتي تعطي قرار بقتل دون تدخل الجندي بوعيه ما عليه إلى أن ينفذ ذلك ومن هنا نطرح الإشكالات التالية : وهل الوعي كافي ليبرهن على أننا أحرار؟ وما معنى حرية أصلا ؟ يتبين لنا من خلال قراءه النص انه يتبنى اطروحة مفادها ان الوعي هو الدليل على ان الانسان كائن حي وذلك من خلال وعيه بان تلك الافعال و سلوكات ألتي تصدر منه تكون بإرادته اي انه وعى بتلك الأفعال قبل ان يفعلها مما جعل الوعي هو البرهان على اننا احرار وقد تفرغ عن هذه الفكرة مجموعة من الافكار حيث أشار صاحب النص إلى الوعي على أنه على انه محور الفقرة وذلك من خلال قوله إن وعينا ينبهنا. يتضح من هذا النص على أنه يحتوي على عدة مفاهيم فلسفية وأهمها الوعي وهي كلمة تعبر عن الحالة العقل في حالة الإدراك وعلى تواصله المباشر مع المحيط الخارجي عن طريق نوافذ الوعي المتمثلة بشكل عام بحواس الإنسان الخمس وهذا الوعي هو ما يميز الشخص باعتبار الشخص كائن بشري دون غيره من الكائنات الأخرى فالشخص يتوفر على هوية خاصة قد يستهدفها من طبيعته العقلية أو من إحساساته كالفرح وتأسف والندم ويحيل هذا الأخير أي الندم على أنه سلوك يصدر عن الإنسان ليظهر أسفه وحزنه على موضوع ما فمثلا أن أحزن عندما أكون غير حر وحرية هي أن يقوم الفرد على إتخاذ القرارات أو تحديد وجهة نظره دون أي شروط أو قيود من أحد وهي التخلص و التحرر من كل الضغوطات التي تقيد طاقات الإنسان خصوصا عندما يكون واعيا الإنسان على ما يفعله هذا الوعي نفسه ألذي أراد صاحب النص الدفاع عنه وغيرهم على أننا أحرار وغيرهم صاحب النص على فكرته قد تطرق إلى عدة أساليب الحجاجية لجعلها ركيزة نصه ولتدعيم موقفه ، لعل أبرز هذه الأساليب أسلوب التأكيد حيث بدأ بجملة تأكيدية " ان وعينا. " يؤكد على ان وعينا ينبهنا بأننا نتمتع بالحرية زيادة على اسلوب المثال "إن مثل هذا. " وقصد بهذا أن يقول لنا أنه من المستبعد أو من المستحيل إن صح التعبير أن نفسر الشعور بالذنب إلا بإنطلاق من فكرة حرية الشخص كما إستعمال أسلوب إستفهام وغيره.