قال: حدثني أحمد بن إسحاق، قال: حدثني عزيز بن طلحة بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم المخزومي، قالوا: لم يكن رجل من ولاة أولاد عبد الملك بن مروان كان أنفس على قومه، ولا أحسد لهم من الوليد بن عبد الملك. فكان أول من بدر بين يديه عويف القوافي الفزاري، فاستأذنه في الإنشاد فقال: ما بقيت لي بعدما قلت لأخي بني زهرة! قال: وما قلت له مع ما قلت لأمير المؤمنين؟ قال: ألست الذي تقول: إن الندى من بعد طلحة ماتا فبحيث بت من المنازل باتا إذا ما جاء يومك يا بن عوف فلا مطرت على الأرض السماء تساقى الناس بعدك يا بن عوف ألم تقم علينا الساعة يوم قامت عليه؟ لا والله لا أسمع منك شيئا، فإذا برجل في صحن السوق على طنفسة قد طرحت له، وإذا بين يديه إبل معلوفة له، فقلت: أي رحمك الله، هل أنت معيني ببصرك على قعود من هذه القعدان تبتاعه لي؟ فقال: نعم، أو معك ثمنه؟ فقلت: نعم، ثم قمت إليه فقلت: أي رحمك الله، أمعك حبل؟ قلت: نعم قال: هكذا أفرجوا، فأفرجوا عنه حتى استقبل الإبل التي بين يديه، فما برحت حتى أمر لي بثلاثين بكرة أدنى بكرة منها-ولا دنية فيها-خير من بضاعتي. ثم رفع طنفسته فقال: وشأنك ببضاعتك فاستعن بها على من ترجع إليه، فقلت: أي رحمك الله،