4- الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التَّميمي ودوره في تطور المذهب الإباضي: 1- ولد الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي (مولى عروة بن حدير التميمي) في البصرة حوالي عام 45هـ، وعاش فقيراً يقتات من عمل السعف، لذلك لُقِّب ب "القفَّاف". 2- درس الإمام أبو عبيدة علوم الدين، وتتلمذ على يد نخبة يعدّون من أشهر علماء الإباضية في مرحلة الكتمان، 1- الإمام جابر بن زيد العُماني. 2- ضمَّام بن السَّائب النَّدابي العُماني. 3- جعفر بن السَّمَّاك العبدي. 3- اشتهر الإمام أبو عبيدة بالعلم، ويقال: إنه تعلَّم أربعين عاماً، ويقال: إنه التقى الصحابة الذين التقى بهم الإمام جابر. 4- تولى الإمام أبو عبيدة قيادة الدعوة الإباضية منذ خروجه من السجن بعد وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي عام 95هـ (حيث توفي الإمام جابر وأبو عبيدة ما يزال في السجن عام 93هـ). 5- في عهد الإمام أبو عبيدة وتحت قيادته شهدت الدعوة الإباضية منعطفاً كبيراً، ترك آثاره الإيجابية عليها طيلة العقود اللاحقة، بالرغم من مضايقات السلطة الأموية، ويعود الفضل في ذلك إلى حسن تدبيره في إدارتها وتوجيهها وقيادتها. ب‌- منهج الدعوة ووسائلها في عهد الإمام أبي عبيدة: سار أبو عبيدة على منهج الإمام جابر في نشاطه الدعوي، حيث حرص على إعداد تلامذته دينياً وسياسياً بعد أن اختارهم بعناية فائقة، ثم كان يرسلهم إلى المناطق والأمصار الإسلامية لتبليغ الدعوة وبثَّها بين المسلمين. أ‌- المجالس العامة: تضم المجالس العامة كل الذين دخلوا المذهب الإباضي، وكانت تعقد سراً في أحد بيوت المشايخ التي بها سراديب أُعدَّت خصيصاً لذلك، وفيها يجري شرح أصول المذهب، ودراسة أمور الدين. ب‌- مجالس المشايخ: تضم مجالس المشايخ كبار أئمة المذهب، وتقتصر اجتماعاتها عليهم، وحل المشكلات التي كانت تواجهها الدعوة الإباضية في البصرة، وفي الأمصار الإسلامية. ت‌- مراكز تدريب الدعاة (حملة العلم): فكان يجري تدريبهم وإعدادهم دينياً وسياسياً، تمهيداً لإعلان إمامة الظهور في بلدانهم ث‌- النَّشاط في موسم الحج: اهتم أبو عبيدة بموسم الحج اهتماماً بالغاً، وكان يحرص على حضوره في كل موسم، وكان في حالات الضرورة وعدم قدرته على السفر يكلف ضمَّام بن السائب للاستفادة من اجتماع الأمة الإسلامية لتحقيق الأهداف التالية: 1- أداء فريضة الحج رغبةً بالثواب مع أتباع الدَّعوة. 3- الاطلاع على أوضاع أهل الدَّعوة في الأمصار وحلّ مشكلاتهم. 4- الاجتماع مع فقهاء الدعوة الإباضية ودعاتها في الأمصار.