مثلث البلاد التونسية منذ أقدم العصور جسرا بين الحضارات الشرقية والمتوسطية وبين أوروبا وإفريقيا عبر الصحراء وهي تستمد هذا الدور الهام من موقعها الجغرافي المتميز بانفتاحها على البحر المتوسط من واجهتين وامتدادها داخل القارة الإفريقية والسالها بيقية بلاد المغرب، وهو ما يفسر ظهور كل الأشكال الحضارية العصور ما قبل التاريخ بها قبل ان تدخل الفترة التاريخية مع قدوم المتبقيين من الشرق في نهاية الألف الثانية قبل الميلاد تاسيس اوتيقا )وقد امتدت عصور ما قبل التاريخ بالبلاد التونسية منذ مليوني سنة، طور خلالها الإنسان أدواته الحجرية، ومارس انشطة عديدة تدل على ظهور الحسن الفني لديه وبعض الطقوس الدينية كدفن الموتى وإقامة المعابد .واشتركت عامة مع بقية بلاد المغرب في عديد الأشكال الحضارية مثل الحضارةالوهرانية (وهي حضارة شملت السواحل خاصة فيما بين 16000 سنة قيم و80000 قم) وخاصة الحضارة القبصية.وقد امتدت الحضارة القبصية على الوسط العربي من البلاد التونسية وجزء من شرق القطر الجزائري ويمتد تاريخها من 7000 ق م إلى 5000 ق م. وتتميز بالحلزونيات أو الرماديات وهي مستوطنات بشرية تتجمع بها قشور الحلزون ورماد المواقد وعظام الحيوانات البرية والأدوات المصنوعة من حجرالصوان. اما في فترة ما سمي يفجر التاريخ (في حدود 2000 ق م) فقد ظهرت تيارات حضارية في شمال البلاد تعمل مؤثرات قادمة من البحر ولعلها تكون نواة أولى لحضارة متوسطية (وتتميز بمداقتها المنقورة في الصخر او على شكل جلاميد).