لماذا تكتب الي على تردد واسحياء؟ اتحسب انك انت وحدك الذي يحس هذه الوقده ف اعصابه من ضرم الشهوه ولك انت وحدك الذي اختص بها دون الناس اجمعين ؟ لا يا ابني هون عليك فليس الذي تشكو دائك وحدك ولاكنه دا الشباب وقد كتبت فيه قديما وحديثا ولولا اني لااحب الحديث المعاد ولا اقتني (مع الاسف ) الا الاقل من مقالات القديمه لنقلتها اليك او لحلتك عليها ولإن ارقك هذا الذي تجد وانت ف السابعه عشر فلطالما ارق كثيرين غيرك صغارا وكبارا ولطالما نفى عن عيونهم للذيذ الكرى ولطالما صرف عن درسه التلميذ وعن عمله العامل وعن تجارته التاجره وما الحب الذي افتن في وصفه الشعراء وفي تحليله الادباء إلا ماتجده انت سواء بسواء ولاكنك اخذته مجرداا مكشوفا فعرفه الناس فلم يخدعو عنه واخذوه فلَفوه بمثل ورق (الشكلوكلاته) وأخذوه فلفوه بمثل الورق (الشكلاطة) اليخدعوا عن حقيقته الناس. وشريت بفيك من الينبوع، وشربوا بالكاس المذهبة الحواشي. والماء في كأس أبي نواس التي أقام في قرارتها کسری، ولوحات المصورين وألحان المغنين، والضمير هنالك مستتر خفي، وشر الداء ما خفي واستترا إنه ما أشرف على مثل سنك أحد إلا توقد في نفسه شيء كان خامدة، والناس غير الناس فلم يعد يرى المرأة على حقيقتها إنسانة من لحم ودم، ويبرزها تمثالا للخير المحض والجمال الكامل، ويعمل منها ما يعمل الوثني من الحجر : ينحته بيده صنما، والمرأة للعاشق وثن من خيال! ولكن الذي لا يكون أبدا طبيعية معقولا، أن يحس الفتى بهذا كله في سن خمس عشرة، ثم يضطره أسلوب التعليم إلى البقاء في المدرسة إلى سن العشرين أو خمس وعشرين . وأما أوضاع المجتمع وأساليب التعليم فتقول له : أختر إحدى ثلاث كلها شر، تدأب على التفكير فيها، فلا ترى حينما نظرت إلأ صور الغيد الفواتن، تراهن في كتاب الجغرافيا إن فتحته ، وفي رؤي المنام أريد لأنسى ذكرها فكانما تمثل لي ليلي بكل سبيل ثم لا تنتهي بك الحال إلا إلى الهوى أو الجنون أو انهيار الأعصاب. وقد تكلم في حكمه الفقهاء، ولكنه إن جاوز حده ركب النفس بالهم، وهذا لحكم على المرء بالموت وهو في رباط الحياة تبذل صحتك وشبابك ومستقبلك ودينك في لذة عارضة ومتعة عابرة، فإذا أنت قد خسرت الشهادة التي تسعى إليها و (الوظيفة التي تحرص عليها، ولم يبق لك من قوتك وفتونك ما تضرب به في لج العمل الحر ولا تحسب بعد أنك تشبع ؛ ولو أنك عرفت آلافا منهن ثم رأيت أخرى متمنعة عليك، وأحسست من الألم لفقدها مثل الذي يحسه من لم يعرف امرأة قط وهاك (فاروق) مثلا ! فهل يسعك الجسد؟ وهل تقوى الصحة على حمل مطالب الشهوة؟ ودون ذلك تنهار أقوى الأجساد! وكم من رجال كانوا أعاجيب في القوة و كانوا أبطالا في الربع والصرع والرمي والبق، ولم تكن هذه المغريات من الصور والروايات والأفلام، لما هاجت به الغريزة إلا مرة أو مرتين في الشهر والشهرين؛ لأن من القواعد الثابتة في العلم أنه كلما ارتقى الحيوان - والإنسان هنا حيوان - في سلم التطور، هو عندنا شباط (فبراير) وتكون شهور السنة كلها شباط عند بعض الناس؟ لهذه المغريات! اللذين يزينون للمرأة التكشف والتبرج والاختلاط باسم المدنية والتقدمية والنهضة النسائية، وما يغنون بالمرأة إلا كعناية الجزار بالنعجة : يطعمها ويدفع عنها ويحميها ويستثها، وعملوا على ذلك الدهر الطويل، ولولاهم ولولا مجلاتهم ولولا تلك الروايات من قبل وهاتيك الأفلام من بعد، ثم ولوا (مع الأسف) أمر أبنائنا وبناتنا في مدارسنا، بنات المسلمين يكشفن عن سيقانهن وأفخاذهن، ورأوا إلام انتهت إليه المرأة بدعونهم - التي أرادوا بها غير هذا لأخذتهم الضعفة! وأؤكد لك أن ذلك الأمر) في حقيقته أتفه وأهون مما تظن، ووصفه أكبر أثرة في النفس من فعله ، ولولا هذا الفن : فن الشعر والقصة والتصوير والغناء ، لما رأيت لتلك (الصلة الجسمية) في نفسك ولا نفس غيرك من الشباب عشر معشار ما تحته اليوم ، وهذه المغريات كلها لا تعمل عملها، ولا تؤتي المر من ثمرها، وهذا الرفيق کالزناد (المارش)، وليس تمشي السيارة مهما كانت قوتها إلا بالزناد . الدواء أن نعود إلى سنة الله، وحرم الزنا وأحل الزواج ، الزواج وحده طريق الإصلاح، وأنا أقترح على الجمعيات الإسلامية والنوادي الإصلاحية أن تؤسس قسمة جديدة يرغب الشبان في الزواج ، ويدل الخاطب على الفتاة التي تصلح له ويصلح لها، من استجاب له وأراد العمل به، فإذا لم يتيسر لك الزواج، التسامي، بمصطلحات علم النفس، وإن وصلت به ذراعا كبيرة كذراع القاطرة، وعمل الأعاجيب . والثالثة حالة المتسامي ويخرج هذه الطاقة المحبوسة ، والاستغراق في العبادة ، والعناية بالتربية البدنية أو بالبطولة الرياضية، والإنسان يا إبني محب لنفسه لا يقدم أحدة عليها، وقوة يديه، ولم يرض أن يضحي به، ويذهب قوته ويعصر عضلاته ويعود به جلد على عظم، ولا من أجل زرقتهما. أو المفسدون، من أن دواء هذا الفساد الاجتماعي هو تعويد الجنسين على الاختلاط حتى تنكسر بالاعتياد حدة الشهوة، فكلام فارغ، وقد جربت الاختلاط أمم الكفر فما زادها إلا شهوة وفسادة، وإذن ؛ وإذا نحن جوزنا للشباب ارتيادها فاستغنوا بذلك عن الزواج، وما تقوله عقولهم ولكن غرائزهم، إنما هي ألفاظ يتلمظون بها، ويبتدعون كل يوم جديدة منها يهولون به على الناس، ويروجون به لدعوتهم، ليستمتعوا برؤية الظاهر والمخفي من أجسادهن، ويراقصوهن منجملات في الحفلات، وينخدع مع ذلك بعض الآباء، فيضحون بأعراض بناتهن ليقال أنهم من المتمدنين. وبعد يا ابني فلا تتردد في الكتابة إلي إن لم يرضك هذا الجواب، وعليك بالزواج ، والانغماس في العبادة والدرس،