وهكذا نجم عن ذلك سياسة واحدة ذات فرعين ، ولو أنها في الأساس واحدة : فرع للمسلمين يستقبح علم الكلام والتفلسف وفرع لغير المسلمين يستريب بهم ويحملهم مسؤولية كل هزيمة ، ومات التسامح التقليدي وحل محله تشدد في الدين ، ناجم عن المقولة التي قال بها الفقهاء، وشاعت بأن تدهور القوة السياسية ناجم عن عدم اتباع تعاليم الدين الحنيف وأن التمسك به هو سبيل النجاة . وقد سلمت الجماهير بها مما سمح للحكم المرابطي بدفع هذه الفكرة لدرجة المحاسبة لكل عالم على فكره حتى الامام الغزالي أبو حامد الذي استقبل كتابه إحياء علوم الدين استقبالاً حسناً أول الأمر لما يثيره من توجهات إلى محاسبة النفس صار محل الاستياء بسرعة لأن فيه أقوالاً فسرت على أنها انتقاص للفقهاء ،