المطلب الأول :استحداث الرقمنة في دعم التعليم العالي وتطويره شهد العالم منذ العقود الأخيرة تحولًا جذريًا في مختلف أنماط الحياة،وتجويد مخرجاته بما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل ومتطلبات الاقتصاد القائم على المعرفة . لقد ساهم استحداث الرقمنة في مؤسسات التعليم العالي في إحداث تحول عميق على عدة مستويات، أولها تجاوز القيود الزمنية والمكانية المرتبطة بالنمط التقليدي للتعليم، من خلال منصات تعليمية افتراضية تتيح للطلبة متابعة محاضراتهم عن بعد،عبر تمكينهم من الوصول إلى مصادر تعليمية متعددة ومتنوعة أفضى إلى تحسين مخرجات التعلم وتحفيز الإبداع والابتكار لدى المتعلمين. كما مكّنت الرقمنة من اعتماد أدوات تحليلية لمتابعة أداء الطلبة، في هذا السياق، يؤكد العديد من الباحثين أن الرقمنة ساعدت في إعادة بناء العلاقة التربوية بين الأستاذ والطالب واستحداث المنصات الإدارية الرقمية التي تضمن تسهيل الإجراءات وتقليص البيروقراطية. الأمر الذي ساعد الجامعات على تحسين أدائها ومطابقة معايير الاعتماد الوطنية والدولية . وقد فرضت جائحة كورونا تسريع وتيرة رقمنة التعليم، ما جعل العديد من الجامعات تعتمد على منصات رقمية كوسيلة وحيدة لضمان استمرارية العملية التعليمية، وتكوين الموارد البشرية القادرة على مواكبة هذا التحول النوعي .