فأما الاولى فهو أخفها وأسهلها حملا يرفعه أضعف الشبان فوق رأسه، يجرب فريق من الفتيان رفعه، وانحنى على الجرن قائلا:" يا عون الله!" ثم نتقه بيمناه نتقة قوية ورفعه فوق رأسه ويده ترتجف قوية جبارة، وظل الجرن هنيهة يرتعش فوق رأسه والشبان يصفقون. يلهو بهذا الجرن لهوا ولا يكاد يحس عناء في رفعه مرة ومرتين وثلاثا، فتقدم سعيد من الجررن وأعاده إلى وضع صالح، وأثبت يمناه على قبضة الجرن، وكانت عيون الشبان تتبعه وهم صامتون ينظرون إلى البكل وقد تحداه في الخفاء خصم عنيد. وما هي إلا لحظة حتى أخدت يد سعيد الجرن بقوة وعنف، وعبثا حاول الفتى رفعه فوق رأسه، فإن قوته تمردت عليه فكان الجرن تآمر مع معروف على إهانته في يوم عرسه، فعادت يد سعيد به إلى الأرض. وانحنى عليه ثانية وقد لمعت في عينيه شرارات العزيمة والحقد، ورفع الجرن رفعة أرادها جبارة حاسمة، فكانت فاشلة كالمحاولة الأولى، فأرخى الجرن من يده وقد ثارت نفسه ثورة عنيفة،