الحركيات المستحدثة الشاذلية : من الاختيار إلى الترسيم ينظر حل المؤرخين إلى القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي باعتباره نقطة الأوج بالنسبة للتصوف المغربي، وبعد معلما فاصلا بين ما كان عليه التصوف بالمغرب في القرون السابقة وبين ما سيصير عليه في القرون اللاحقة وخلاصة هذه الصيرورة إقرار وترسيم مرجعية موحدة في التصوف، أما معلم بلوغها الغاية فيتمثل في النجاح الذي لقيته لدى العامة أرجوزة المرشد المعين على الضروري من علوم الدين التي نظمها الشيخ عبد الواحد بن عاشر الأنصاري (ت 1630/1040). ومن بين أبرز خصائصه الابتعاد عن التكتل وتشكيل الطوائف وإقامة الزوايا واتخاذ الشعارات والاجتماع في أوقات مخصوصة والظهور بالتوكل والتسبب والدعوة إلى الاعتصام بحبل الجماعة والترغيب في طاعة أولي الأمر. وبعد الشيخ ابن عباد من كبار تلامذته، وتزامن ازدهار هذه الحركة تاريخ المغرب : تحيين وتركيب وقاس فضله على الشاذلية بالمغرب على فضل الشيخ أبي الوليد ابن رشد الجد (ت 1126/520) على المذهب المالكي بالغرب الإسلامي كله (انظر الملحقين II و III).