الوصف العام للتفسير: ينقل كثيرا عن شيخه محمد عبده، ولا فرق بين الرجلين في المصادر والمنهج والهدف، فمنهجه في التفسير الاستعانة بالآيات أي تفسير القرآن بالقرآن، وبما صح عنده من أحاديث الرسول ﷺ وربما جرى عليه سلف الأمة، وبأساليب لغة العرب مستعينا به ذلك بعقله المتحرر من التقليد للمفسرين إلا فيما يقتنع به من أقوالهم، ويحدث بعض تلاميذه عنه أنه كان لا يراجع ما يكتب في التفسير إلا بعد أن يكتب فهمه في الآية حذرا من تأثير أقوال المفسرين على نفسه وبين الدافع له على طرقه هذا الباب فقال (١ /٧) كان من سوء حظ المسلمين أن أكثر ما كتب في التفسير يشغل قارئه عن هذه المقاصد العالية والهداية السامية، فمنها ما يشغله عن القرآن بمباحث الإعراب وقواعد النحو، ونكت المعاني ومصطلحات البيان. ومنها ما يصرفه عنه بجدل المتكلمين، واستنباطات الفقهاء المقلدين، وتعصب الفرق والمذاهب بعضها على بعض وبعضها يلفته عنه بكثرة الروايات وما مزجت به من خرافات الإسرائيليات. وقد زاد الفخر الرازي صارفاً آخر عن القران هو ما يورده في تفسيره من العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها من العلوم الحادثة في الملة على ما كانت في عهده، كالهيئة الفلكية اليونانية وغيرها، وقلده بعض المعاصرين بإيراد مثل ذلك من علوم هذا العصر وفنونه الكثيرة الواسعة، فهو يذكر فيما يسميه تفسير الآية فصولاً طويلة بمناسبة كلمة مفردة ك" السماء والأرض" من علوم الفلك والنبات والحيوان، وتصد قارئها عما أنزل الله لأجله القران. ثم قال فكانت الحاجة شديدة إلى تفسير تتوجه العناية الأول فيه ثم إلي هداية القرآن على الوجه الذي يتفق مع الآيات الكريمة المنزلة في وصفه، وما أنزل لأجله من الإنذار والتبشير والهداية والإصلاح، وهو ما ترى تفصيل الكلام عليه في المقدمة المقتبسة من دروس شيخنا الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده رحمه الله تعال وأحسن جزاءه، ثم العناية إلى مقتضى حال هذا العصر في سهولة التعبين، ومراعاة أفهام صنوف القارئين، وكشف شبهات المشتغلين بالفلسفة والعلوم الطبيعية وغيرها إلى غير ذلك ما تراه قريبا،