وكان الكوكب الرابع كوكب رجل أعمال، فلما نزله الأمير الصغير كان الرجل منهمكا كل الانهماك، حتى إنه لم يرفع رأسه عند وصول الأمير الصغير أما الرجل فظل منكبا على حساباته يقول: «ثلاثة واثنان خمسة. أنا مشغول جدا. والترهات اثنان وخمسة سبعة . حياته، رفع رجل الأعمال رأسه وقال: أنا أقطن هذا الكوكب منذ أربع وخمسين سنة، وما انزعجت إلا ثلاث مرات فقط : وأحدثت ضجة هائلة، تردد صداها في جميع الأنحاء، والمرة الثانية كانت قبل إحدى عشرة سنة خلت، أصبت بالروماتزم، قال الأمير: مليون ماذا ؟ قال: لا، بل أشياء صغيرة لامعة، قال: نعم، هي النجوم ؟ قال: وماذا تصنع بخمسمئة مليون من النجوم ؟ قال: نعم ؟ إنني أمتلكها. قال: إنك تملك النجوم ؟ قال: لقد سبق لي أن رأيت ملكا . قال: وما يفيدك امتلاك النجوم ؟ قال: إنها تجعلني غنيا. السكيرين . قال: كيف يمكنك أن تمتلك النجوم ؟ قال الرجل متذمرا : لمن هذه النجوم ؟ قال: إذن هي لي لأني أول من فكر بامتلاكها. قال: هل يكفي هذا لأن تكون لك ؟ فأنت إذا وجدت ماسة لا تعود لأحد فإنها تصبح لك، وإذا اكتشفت جزيرة لا تعود لأحد فإنها تصبح لك، وإذا خطرت قال: إني أسوسها وأعدها ثم أعيد عدها، أني أكون شخصا جادا. لم يقتنع الأمير الصغير بالجواب، قال: لا، ولكنني أستطيع وضعها في البنك. الورقة في درج وأقفل عليها. ففكر الأمير الصغير في نفسه قائلا: إنه تصرف مضحك، شاعري نوعا ما، ولكنه ليس جديا. كان للأمير الصغير رأي في الأمور الجدية مختلف تماما عن رأي قال الأمير الصغير وهو يلح : أنا عندي زهرة أسقيها كل يوم. وعندي ثلاثة براكين أنظفها مرة في كل أسبوع. لهما. أما أنت فلا تفيد النجوم شيئًا.