النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فقال: "وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ". صح عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ووصف الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: "وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ"، بأن عددت مناقبه الحسنة وخلقه الجميل، فانظر إلى خُلِقه قبل الرسالة، قَالَ: "لَمَّا بَلَغَ أبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ قَالَ لأخيه ارْكَبْ إلى هَذَا الْوَادِي فَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أنَّهُ يأتيه الْخَبَرُ مِن السَّمَاءِ، ُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ رَجَعَ إلَى أبي ذَرّ، عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، ووصفته صفية بنت حيي رضي الله عنها فقالت: "ما رأيت أحسن خُلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وقال عنه خادمه أنس رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا"، وعنه قال: "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، ولا قال لشيء لم فعلت كذا، إلا أنه كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه، وهو الذي تجمعت فيه محامد الأخلاق ولكنه كثير الدعاء في كل صلاة: "وَاهْدِنِي لأحسن الأَخْلاَقِ، والإسلام في الأصل هو رسالة قيم وأخلاق، وأقربَكُم منى مَجْلِساً يوم القيامة، ومن نظر في أخلاقه وشيمه علم أنها خير أخلاق، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقول لصحابته ولنا من بعدهم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم"، وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجاته بالإكرام والاحترام، وكان من كريم أخلاقه في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف ويتودّد إليهم، وكان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم. ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، فكان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط، ولا يتكلم إلا في ما يرجو ثوابه، وجمع له الحلم صلى الله عليه وسلم في الصبر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم باشّاً لطيف المعشر متسامحا رحيما، فقال له: أأنت الذي تقول عنه قريش إنه كذاب؟ والله ما هذا الوجه وجه كذاب! وأسلم إذ دعاه النبي صلى الله عليه وسلم. وكان يقول: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، كيف لا وهو الذي كان يقول: آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد،