سافرت رفقة عائلتي في فصل الربيع الى مدينة مراكش قصد الترفيه عن أنفسنا. عند وصولنا إلى ساحة شاسعة ، تحيط بها الفنادق والمحلات والمقاهي .إنها ساحة ((جامع الفنا)).ومما يثير الاستغراب أن رواد هذه الساحة من أصحاب الحلقات وأرباب المطاعم وبائعي العصائر… لا ينامون، ويظلون على حيويتهم طول الليل.وكأن شمس منتصف الليل قد انتقلت من القطب الشمالي إلى مراكش،وأما أضواؤه التي تسمى أضواء الشمال فقد انتقلت هي الأخرى لكنها غيرت من شكلها لتصبح أطيافا وأشباحا تتجول في ساحة ((جامع الفنا)) ناشرة بذلك روائح تجذب الناس كالمغناطيس. إنها رائحة الطعام الذي لطالما جذب الناس من أقطاب العالم ليتناولوه في هذه الساحة. وفي طريق عودتنا إلى الدار البيضاء مررنا بعدة محطات ، كان أولها منطقة أمسكرود وشيشاوة ومراكش ثم سطات ، ولعل ما سحرني في الطريق هو روعة هذه المناطق التي كان معظمها جبالا وغابات توحي بعظمة الخالق وبهاء صنعه. لقد كانت أشجار الأركان الشامخة تحيينا وقطعان الماعز تشاكسها. كما لمحت من بعيد فتيات يحملن قرب الماء على الحمير ، وأخريات يحملن الحطب على ظهورهن . وعلى تلك الجبال تتراءى مساكن عتيقة .