من الصعوبة في إطار بحث مقدم الى مؤتمر، تغطية الإنتاج التاريخي في لبنان بتنوعاته ومدارسه وتياراته ومؤرخيه، على مدى قرن من الزمان. كما من الصعوبة تعيين "الباراديغمات" (الأنماط التفسيرية) السائدة وكيفية حدوث التحولات داخلها، وفهم القفزات والثورات الإبستمولوجية، وإذا كان منطق البحث يتطلب متابعة كرونولوجية للإصدارات – بما فيها الدوريات والمجلات ونشر المخطوطات والوثائق وأعمال الحفريات الأثرية، وكتب التاريخ المحلي والمناطقي والوطني، وكذلك تطورات مضامين الكتب المدرسية ومناهج التاريخ والعلوم الإجتماعية الجامعية – ودراسة تطورات المعرفة التاريخية على ضوء التحولات المختلفة، فإن مثل هذا الجهد يحتاج الى وقت ومساحات، وبالإضافة الى المتابعة الشخصية لهذا الإنتاج، إما في سياق استذكار مؤرخ أو تقييم نتاجه، أو في سياق نقد الإيديولوجيات المهيمنة على الكتابة التاريخية، أو في مراجعة لكيفية تكون المعرفة التاريخية ومناهجها .