يرى أنصار هذا الاتجاه (انصار الرياضيات الكلاسيكية) أن الرياضيات نتائجها مطلقة يقينية ثابتة لا تتغير بتغير ظروف الزمان والمكان. الأدلة والحجج: اعتمدوا على أدلة ومبررات أهمها: • مطلقية الرياضيات يعود لاعتمادها على فكرة ومعيار البداهة والوضوح. • أكد "ديكارت" على قيمة البداهة وأسس عليها منهجه الرياضي. وهي تلك الأقوال الشارحة التي يعتمدها الرياضي. • الرياضيات مطلقة لاعتمادها على مبادئ انطباق الفكر مع نفسه (مبدأ الهوية، . • الرياضيات مطلقة لاعتمادها على المنهج الاستنتاجي الاستنباطي الذي يعبر عن انطباق الفكر مع نفسه ويضمن لنا توافق النتائج مع المقدمات. • أصبحت الرياضيات لغة لكل العلوم حيث نجد هذه الأخيرة تسعى لأن تعبر عن نتائجها بغة رمزية رياضية لما تحمله الرياضيات من يقين. • الرياضيات تعتمد على مبدأ عدم التناقض بين المقدمات والنتائج وبالتالي فهي يقينية. • الرياضيات الإقليدية حتى وإن بدت يقينية فإن يقينها منطقي فقط والواقع المتغير يكذبه. • يرى أنصار هذا الاتجاه أن الرياضيات نتائجها نسبية احتمالية تقريبية معتمدين على مسلمة مفادها: أن تطور العلم قد حطم فكرة البداهة والوضوح. خاصة مع ظهور النسق الأكسيومي (الافتراضي) والذي أدى الى تعدد الانساق والتعدد يعني النسبية. • ظهور النسق الأكسيومي جعل من الرياضيات تتميز بتعدد الأنساق، • بماذا نفسر اعتماد الدراسات المعاصرة على الهندسة الإقليدية. • الهندسة الاقليدية هي اللبنة الاساسية لباقي الهندسات المعاصرة. • كما أن تعدد الأنساق لا يسيئ الى اليقين الرياضي الذي يبقى محققا داخل كل نسق. • التركيب وإبراز الرأي الشخصي: • نتيجة للانتقادات الموجهة لكلا الاتجاهين يمكننا التوفيق بينهما بالقول أن المفاهيم الرياضية مطلقة يقينية من حيث المنهج وأساليب البرهنة، وبعبارة أخرى نجد أن الرياضيات مطلقة يقينية إذا نظرنا إليها من زاوية الهندسة الإقليدية ونسبية إذا نظرنا إليها من زاوية النسق الأكسيومي. • الخاتمة: ختاما ومما سبق نستنتج كحل ومخرج من هذه المشكلة المتعلقة بقيمة الرياضيات ونتائجها ورغم الجدال الدائر في الأوساط الفكرية والفلسفية بين رافع من شأنها حد المطلقية والكمال وبين مقلل وآخذ بالقول بنسبيتها خلصنا الى التوفيق بين الرأيين بالقول بأن الرياضيات مطلقة في مبادئها نسبية في تطبيقاتها.