وإذا نظرنا نظرة متعمقة متأنية لأى مجتمع إنساني لوجدنا التنظيم البشرى بكل جوانبه الإدارية ، واقع ملموس وواضح فى كل مرحلة من مراحل النشاط المختلفة، وفى كل مجال من مجالات الحياة ، ففى محيط الأسرة هناك تنظيم عائلى، وفى حلقات ال دراسة المختلفة تنظيم دراسى، وفى مجالات العمل المختلفة تنظيمات إدارية متعددة ، وبقدر ما تتمتع به هذه التنظيمات البشرية من إمكانات إدارية بقدر ما تستطيع أن تحقق أهدافها التى تنشدها . من هنا استأثرت الإدارة بجزء كبير من اهتمام الدول المتقدمة ، وعدد كبير من الدول النامية ، ولكنها حققته بفضل ما أنجزته من تفوق فى العلوم الطبيعية وغيرها من العلوم الأخرى ، وما لعبته الإدارة ذات الكفاءة العالية والتنظيم الجيد من دور هام ، لتوفير التعاون المثمر والتنسيق الفعال بين القدرات والطاقات الإدارية ، وهذا ما نراه واضحاً فى كل الإنجازات العلمية والتكنولوجية التى تحققت فى العالم المتقدم ، كبرامج التسلح النووى وغزو الفضاء والتقدم الهائل فى مجالات الصناعة والزراعة والتعدين وغيرها. أما الدول النامية فقد أهتم معظمها بالإدارة كعنصر هام من عناصر التنمية ، وعامل أساسى لدفع حركة التقدم للأمام ، واللحاق بركب الدول المتقدمة ، وخطت بعض هذه الدول خطوات كبيرة إلى الأمام ووضعت نفسها على أول الطريق وعرفت كيف تطور نفسها ، وتقوى بنيانها الاقتصادي والاجتماعى ، بالاه تمام بالعناصر الإدارية القادرة على دفع عجلة النمو والتطور ، لبناء أفضل فى ظل مناخ إداري ملائم تسوده روح التعاون والتفاهم ، من أجل تحقيق التنمية الشاملة إلا أنه أصبح أكثر أهمية، فى عصر أصبحت فيه الطاقة النووية ،