140] إن الفساد الإداري و المالي كان ينبع من فساد الوزراء و سوء تسييرهم و قلة خبرتهم بالأمور الإدارية بالإضافة إلى توليهم هذا المنصب بالرشوة مما أثر على الادارة المالية للدولة و ذلك لاخفاقهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية و تحقيق موارد مالية كافية لبيت المال . نستنتج أن من مظاهر انحطاط الخلافة في عصرها الثاني هو أن الأتراك هو طائفة من البدو و الرحل تميزوا بالمقاتلة والشجاعة مما أساءوا التصرف في مجريات الأمور، فلم يكونوا على دراية بالأمور الإدارية و التحضر و هذا ما أدى إلى ضعف شؤون الخلافة و تدهورها عكس الفرس الذين كانوا أهل تحضر و تطور و نظم مما أصبح العصر العباسي إن حدوث الأزمات المالية كان بسبب سيطرة الأتراك على مجريات الأمور و تدخلهم في الحكم و سوء تسيير الوزراء للإدارة المالية للدولة وتفشي الرشوة والفساد و الاختلاس بينهم إن ظهور الكوارث الطبيعية من جفاف و هبوب الرياح القوية وتراكم الثلوج و الزلازل و الجراد و الحرائق وغيرها أدى إلى الأضرار بالقطاع الزراعي حيث أتلفت الكثير من الأراضي و المزروعات و قلعت الأشجار والمغروسات و نفقت الحيوانات و الدواب .