تُعنى الأنثروبولوجيا التطورية بدراسة الثقافة البشرية عبر البحث عن أصولها التاريخية، معتبرةً إياها تراكما للنشاط الإنساني عبر الزمن، وأن التقدم هو غاية التطور. ترفض هذه النظرية فكرة تراجع أو انتكاس الشعوب. يرى التطوريون أن المجتمعات تتغير وفق قانون ثابت، متقدمة من مراحل دنيا إلى أرقى، حتى تصل إلى قمة الحضارة (المجتمع الأوروبي نموذجاً). ويُقاس هذا التقدم بالتطور العلمي، والتكنولوجي، والاقتصادي. وتقوم النظرية على ربط العقل الإنساني بالتاريخ لفهم الحياة الإنسانية وقوانين مسارها، بافتراض وحدة الفكر الإنساني وتمايز الثقافات نتيجة ظروف تاريخية. وتعتبر المجتمعات وجوداً متجانساً يتطور خطياً، مراً بجميع المراحل التطورية. وتفترض النظرية وحدة تجربة الجنس البشري، مع اختلاف درجات التطور، بناءً على "الوحدة النفسية للبشرية"، كما في كتاب إدوارد تايلور "بحوث في التاريخ المبكر للجنس البشري" (1865) الذي عرض فيه نظريته عن التطور الثقافي القائم على فكرة تقدم الشعوب.