تُظهر جمعية النهضة العربية، كما هو مبين في قانونها (مادة ١٢)، هدفاً يتمثل في تمكين العنصر العربي، الذي يشكل أكثر من نصف الدولة، من فهم حقوقه وواجباته، ونشر العلم والمعرفة لرفع شأن الأمة العثمانية. اتجهت الجمعية نحو نهضة قومية عربية، مؤكدةً على دور اللغة العربية وقيادة العرب لنهضة الدولة العثمانية، مع الحرص على حقوقهم ضمنها. بعد ثورة ١٩٠٨ وإعلان الدستور، الذي هدف للمساواة بين الرعايا والنهوض بالدولة، تطلع العرب لعهد جديد، وتوارت الأفكار الانفصالية، متأملين الإصلاح، والمشاركة في إدارة الدولة، واعترافاً رسمياً باللغة العربية. ازدهرت حركة الصحافة والمدارس، وانضم العديد من العرب لجمعية الاتحاد والترقي، آملاً خيرًا، لكن مع ظهور بوادر استئثار تركي بالسلطة، انخرط العرب في أحزاب أخرى كحزب الحرية والائتلاف. تأسست جمعية الأخاء العربي العثماني (١٩٠٨)، مفتوحةً لجميع أبناء العرب العثمانيين، معززةً قضية العرب ضمن الدولة، مؤكدةً على الرابطة العثمانية والدستور، لكنها دافعت عن شؤون العرب، ساعيةً لرفع شأنهم ولغتهم، وحصولهم على حقوقهم الدستورية، ونشر المعارف بتأسيس مدارس خاصة.