تُعدّ دساتير الجمهورية الفرنسية الرابعة (1946) والخامسة (1958) من الأمثلة على الدساتير التي نشأت باستفتاء شعبي. ففي فرنسا، تمّ عرض مشروع الدستور الرابع على الشعب، ورفضه، ثم أُجريت تعديلات عليه من قبل جمعية نيابية جديدة، وعُرض مجدداً على الشعب وحصل على الموافقة. أما الدستور الخامس، فوضعه لجنة حكومية وعُرض على الشعب في استفتاء وافق عليه. وتُظهر مثال مصر عام 1971 وسوريا عام 1973 أنّ الاستفتاء الشعبي يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لوضع دساتير، سواء أُعدّ المشروع من قبل لجنة نيابية أو لجنة فنية. ويرى الكاتب أنّ الاستفتاء يمثل أسلوبًا ديمقراطيًا يمنح الشعب حقّ التصويت على الدستور النهائي. ويفضّل الكاتب أسلوب الجمعية النيابية المنتخبة لإعداد الدستور على أسلوب اللّجنة الفنية.