كثيرًا ما يتحدث إلينا أصدقاؤنا ومعارفنا غير العُمانيين في عُمان وخارجها بأنّ العمانيين طيبون جدًا لدرجة عالية لا يتخيلها عقل وراقون جدًا لدرجة تجعل من يتعامل معهم يظن أنّه ليست لديهم مشاكل البتة، وتتردد على مسامعنا هذه العبارات بين الفينة والأخرى: " بصراحة أنتم العمانيون من أطيب الشعوب التي عاشرتها " أو " ما شفت طيبة مثل طيبة العمانيين" وغيرها من الجمل المثلجة للصدر بغض النظر عن صادقة كانت أو أنها من باب المجاملة البريئة والعابرة. التساؤل الذي يطرحه كثير من الناس: لماذا عُمان بالذات التي تتفرد وتتميز بهذا الرقي في المعاملة؟ لماذا العمانيون طيبون لدرجة كبيرة؟ ولماذا هذا الكرم الوافر الذي يغمر الضيف الزائر؟ عُمان وعبر آلاف السنين كان لها انفتاحها على حضارات متعددة الثقافات، هذا الانفتاح المتزن والمعتمد على حنكة التعامل مع الآخر، والاحترام المتبادل بين الناس وعدم التدخل في شؤون الغير ولَّد ثقافة التعامل بالأخلاق التي جُبلت عليها الأجيال المتعاقبة، ودأب سكان هذا البلد الحكيم على أن يكونوا قدوة في رقي الفكر والتنوير. ويكفِي العمانيون شهادة خير البشرية النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حين قال لأحد أصحابه اشتكى إليه قسوة بعض القوم،