تركت الحرب العالمية الثانية أوروبا واليابان في حالة دمار اقتصادي، ولم تستطع أو روبا تزويد نفسها بالسلع الاستهلاكية، بالإضافة إلى السلع الرأسمالية لإعادة البناء، لذا كان من الضروري استيراد العديد من السلع، وكانت المشكلة تكمن في الحاجة إلى العملة الصعبة وخاصة الدولار الأمريكي للدفع مقابل الواردات، ولم تكن لها طاقة تصديرية تستطيع من خلالها الحصول على العملة الصعبة، ونظرا لكون الولايات المتحدة الأمريكية المصدر الأساسي للسلع الإنتاجية، فقد كان نقص السلع في أوروبا يمثل نقصا في الدولارات، وللمساعدة قامت الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وعدد من المنظمات الدولية تمنح عدد من 53 القروض والمنح لأورو با شملت برنامج الانتعاش الأوروبي المعروف بمشروع مارشال Plan Marshall " المقدم في عام 1947 لإعادة بناء أوروبا، والذي تبعه انتقالات هامة للمدخلات والسلع الأمريكية، حطة مارشال إلى جورج مارشال الذي كان رئيس أركان الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكي فائضا هائلا بتدفق جزء كبير من الاحتياطات الذهبية والنقدية الأوروبية إلى أمريكا لدرجة أن الرصيد الذهبي الأمريكي بلغ في عام 1957 ما قيمته 23 مليار دولار 14 54 فخلال الفترة من 1946 إلى 1949 سجلت الموازين الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية فائضا منتظماء وبنهاية الأربعينات كانت الدول الأوروبية في طريقها للانتعاش الاقتصادي، وبدأت فوائض أمريكا في التناقص المستمر لتتحول عام 1950 إلى عجز، وكان ذلك بمثابة مؤشر لبداية العجز الدائم في ميزان المدفوعات الأمريكي. وبحلول عام 1959 عندما أخذت تراكمات البنوك الأوروبية المركزية من الدولار تتجه نحو المستويات المرغوبة واجه ميزان المدفوعات الأمريكي عجزا حادا، ووجدت البنوك المركزية الأجنبية نفسها تراكم دولارات بسرعة أكبر مما ترغب فيه، وبدأت ترفع معدل تحويل الدولارات إلى ذهب من وزارة الخزانة الأمريكية، وفي عام 1960 وصلت المستحقات الأجنبية الرسمية على مخزون الذهب الأمريكي تقريبا حجم مخزون الولايات المتحدة الأمريكية من الذهب جميعه، وكان واضحا أنه إذا استمر هذا الاتجاه سيصبح ما بحوزة الولايات المتحدة الأمريكية من الذهب وفي ضوء ذلك الوضع بدأ حاملوا الأصول السائلة تحويل أرصدتهم . من دولار إلى ذهب وعملات أجنبية خاصة الفرنك السويسري والمارك الألماني، وكان فمحاولة سويسرا والحكومة الألمانية الحد من تدفق رأس المال المضارب إلى داخلها أن حولت جزءا كبيرا من التدفقات إلى ذهب، وبدأت بذلك أسعار الذهب بالإرتفاع في الأسواق الخاصة. وعلى هذا شكلت الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الصناعية ما لمجمع يسمى ذهب لندن" بنهاية عام 1961 للدفاع عن 35 دولار كسعر للأوقية. وفي النصف الثاني من عام 1965 وبعد تصاعد الحرب الفيتنامية زادت معدلات التضخم في الولايات وكثف ذلك من الضغط لتخفيض قيمة الدولار في سوق العملات الأجنبية،