السيرة الذاتية في ادبنا العربي الحديث إن فن كتابة السيرة الذاتية نوع قديم من الأدب وهو قد مر بتغيرات مع مرور الوقت لأن العرب كانوا يعرفون هذا الفن في العصر الجاهلي أيضا. وهذا يعني أن هذا الفن ليس حديثا في الأدب العربي بل إنه نوع معروف من الأدب العربي. كذلك شهد فن كتابة السيرة الذاتية تطورات مع مرور الزمن، وهو لا ينحصر في كتابة تراجم الكتاب والمؤرخين بل إنه برز في أنواع مختلفة من الأدب مثل التاريخ، واليوميات، والمذكرات، والاعترافات، والقصة، والرواية. واتصف هذا الفن بمواصفات شخصية ونفسية. هناك عدة أسباب وراء سعى القراء إلى قراءة هذا النوع من الكتب حيث أنها تساعدهم على معرفة الكثير من المعلومات الغير متداولة بين العامة ، كذلك فأن بداخلها العديد من التفاصيل الصغيرة عن حياة هؤلاء الأشخاص والتي تكون غير معروفة في الغالب . (2 السيرة الذاتية والادب العربي تعرف السيرة في اللغة بأنها هي : والسنّة والمنهج ، كما أنها هي الشيء الذي يوصف به الشخص وسط الناس ، يقال أن فلان حسن السيرة بين الناس ، أى أنه على خلق ويعامل الناس معاملة طيبة حسنة ، أحد الأنواع الأدبيّة التي يعتمد كاتبها على انتقاء الأحداث الحقيقيّة وترتيبها وعرضها بصورة شيّقة وفنيّة لكن دون تزييف أو محاولة خلط للحقائق ، كما أن السيرة النبوية الشريفة هي أول السير العربية ، والأجمل على الإطلاق ولكنها سيرة كتبها غير صاحبها ، 1- الشمولية. 4- الايجاز والوضوح. (3 خصائص السيرة الذاتية من أهم الخصائص التي يجب أن تكون في السيرة الذاتية هو أن تكون شاملة لكل الأحداث التي جاءت في حياة الشخصية ، حتى يتمكن القارئ من تكوين صورة عنه في ذهنه ، كما أنها يجب أن تكون صالحة للتعرف على كل الشخصيات التي أثرت في حياة الكتاب ، كونت هذه الشخصية بالكامل ، وخاصة الأشخاص الذين كانوا سبباً في نجاحه والوصول إلى ما وصل إليه ، فأن كانت السيرة الذاتية مثلا عن الإمام الشافعي فيجب أن نذكر معلمه الإمام مالك ، وأهم تلاميذه ووالدته التي كان لها دراً كبير فيما وصل إليه . 2- سهولة اللغة : يجب أن تكون السيرة الذاتية سهلة من حيث اللغة حيث يتمكن العامة من فهمها ، كما يجب أن تكون اللغة منصفة لا تميل إلى المدح الزائد ، ولا تصف الشخص بالسوء كذلك ، وأنما تكون معلومات صادقة موثوقة ، من أشخاص مقربين من الشخصية ، أو من الشخصية ذاتها . يجب أن تكون السيرة الذاتية خالية في المقام الأول من الأخطاء الإملائية ، كما يجب أن يكون خطها واضح للقارئ ، وبها حسن تنسيق من حيث الجداول والأرقام الموجودة بداخلها ، كما أن الغلاف الخارجي يجب أن يعبر عن صاحب السيرة الذاتية وعن حياته وتفاصيلها . يجب أن تكون السيرة الذاتية التي يقوم الشخص بكتابتها موجزة قدر الإمكان وليس بها إي حشو ، أو معلومات لا يمكن أن تضيف شيئاً للقارئ أو تبتعد عن الشخصية التي يتحدث عنها الكاتب وعن حياتها ، ولكن يجب مع ذلك أن تكون المعلومات التي يقدمها الكاتب واضحة للقارئ وذلك يترتب عليه إزالة أي غموض حول أي موضوع متعلق بحياة الشخصية . (4أنواع السيرة الذاتية في الأدب العربي 1- السيرة الأدبية الغربية يعد أصل فن السيرة الأدبية إلي الغرب حيث قام الفنان جان جاك روسو بتسجيل أول سيرة ذاتية في العالم ، وبعد ذلك قام الكثير من الأدباء في الغرب بكتابة السير الذاتية لهم . وبعد ذلك كان ظهور هذا الفن على يد أحمد فارس الشدياق ، ولكن سيرته الذاتية عرضت في باريس ، وليس في العالم العربي ، وبعد ذلك كان طه حسين هو من ساعد على تمكن هذا الفن لدى العرب من خلال كتابه الأيام وأصبح بذلك رائد هذا المجال وبعد ذلك قام العديد من الأدباء بكتابة سيرهم الذاتيّة مثل أحمد أمين، وإبراهيم المازني ،