فقد كان هؤلاء ضيوف النبي إبراهيم عليه السلام ألا وهم الملائكة، فقد وصف إبراهيم بأنه هو أول من ضيّف الضيف وكان مهيأ دائمًا لاستقبال ضيوفه في كل وقت وحين. وكان هذا العجل سمينًا وهذا كان دليل على حسن ضيافة إبراهيم لهم وقام باختيار أنفس وأفضل الأطعمة. فقد وُصف إبراهيم عليه السلام بأنه كريم والدليل على ذلك أنه قام بتقديم الطعام والضيافة لضيوفه على الفور بدون مشاورة أو غير ذلك، فصار يدعو ضيوفه لتناول الطعام بلطف وبكلامٍ حسن. فلما لاحظ النبي إبراهيم عليه السلام أنهم لم يقتربوا من الطعام وأن أيديهم لم تصل إليه؛ البشارة التي جاءت بها الملائكة للسيدة سارة زوجة إبراهيم عليه السلام: لكنهم قالوا له حتى يطمئن، فقال تعالى: “قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ” هود:72. فعندما زال الخوف والروع عن إبراهيم عليه السلام بسبب ما حدث معه مع ضيوفه وجاءته البشرى بالولد الصالح وحفيد من بعده، التفت إلى مجادلة هؤلاء الرسل في إهلاك قوم لوط وقال لهم وهو مشفقًا إن فيها لوط، فأجابوه إننا نحن أعلم بمن فيها فسوف ننجيهُ هو وأهله إلّا امرأته؛