فمنذ أن وطأت قدمه الأرض وهو يعمل على استخدام قواه العقلية. وخلال مراحل مختلفة من تاريخ تطور البشرية ظل عقل وخيال الإنسان يعملان بدون انقطاع، إذ أبدع في الفن والموسيقى والشعر والأدب والفلسفة، وكوّن لنفسه نظما أخلاقية واجتماعية وسياسية واقتصادية. وظل الإنسان خلال تاريخه ينتقل من مرحلة لأخرى، وتغيرت معالم حياته بشكل كبير بعد الإنتاج الهائل في الاختراعات العلمية المختلفة. سنحاول من خلال هذه المقدمة المقتضبة أن نعرض تلخيصاً لكتاب “التفكير العلمي” الذي صدر عام 1978 ضمن منشورات سلسلة “عالم المعرفة” التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، وهو باحث حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة من جامعة عين شمس. يتألف الكتاب من مقدمة وسبعة فصول وخاتمة، وتطرق الكاتب فيه بشكل أساسي إلى معالجة قضية التفكير العلمي وسماته، والعلاقة بين العلم والتكنولوجيا. كما استعرض المؤلف وضع العلم في القرن العشرين والتطور الذي حدث للعلم بعد الاندماج النظري والتطبيقي في مجال التكنولوجيا، ومن ثم عرج المؤلف إلى جانب مهم وهو العلاقة بين العلم والمجتمع، والتأثير المتبادل بين العلم والمجتمع الذي يظهر فيه، وأخيراً تطرق المؤلف إلى قضية مهمة وهي سمات العالِم والعناصر الأخلاقية لشخصية العالِم وثقافته، باعتبارها عامل مهم في التفكير العلمي.