كان في بداياته الفكرية مبهورا بالعلم وحقائقه الملموسة، ويمده بوسيلة يتصور بها الله بصورة مادية، التي تنظمه في منظومات جميلة من أحياء وجمادات وأرض وسماوات، وأصبح يرى أن الله في هذه النظرة هو الكل والمخلوقات تجلياته. ويقول إن هذه المرحلة كانت مرحلة في الطريق الحق إلى الله، ولكنها رحلة النظر والتطور التي هي من طبع المفكر، إعلان وفي هذه المرحلة التي أطلق عليها اسم المرحلة العلمانية، وظهر هذا المنحى في كتاباته منذ بداياته الأدبية. وجعلته يغرق في السماوات الداخلية، ونمت لديه عين داخلية قادرة على الاستشفاف والوصول إلى أفكار كبيرة، فقام بنشر قصتين منها في "مجلة الرسالة" عام 1948، كما تعرف بعد ذلك على كامل الشناوي، وفور تخرجه من كلية الطب، وتشكل بيئة غارقة في الهدوء والسكون، مما يتيح مجالا خصبا للتأمل،