وأمة عربية منتهكة في سيادتها وكرامتها وشرفها وقيمها الروحية والأخلاقية ومقوماتها القومية التاريخية والدينية والثقافية والحضارية، ونظام عربي رسمي مكبل بالديون والقروض غائب تماما عن التأثير فيما يجري بالإقليم، وجماهير عربية تعاني من ظروف اقتصادية تبحث عن لقمة العيش، لذلك لا نرى رأي عام عربي مؤثر نظرا للأغلبية الصامتة المنشغلة بأوضاعها وظروفها المعيشية. لذلك دخلت المنطقة العربية عصر التطبيع الرسمي الشامل مع الكيان الصهيوني ، واستطاعت أمريكا وإسرائيل أن يجعلا من قضية التطبيع مع إسرائيل مدخلا لحل مشاكل الدول المطبعة ، وفي ظل عدم مواجهة ذلك عربياً والعجز عن اجبار إسرائيل على الالتزام بما وقّعت عليه في اتفاقيات ومعاهدات، وفي دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته لحتى انهاء الاحتلال. ونستدل على ذلك الحالة التي خلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من إفشال وهزيمة الجيش الإسرائيلي في أربع معارك وبشكل فاضح منذ عام 2008 وحتى 2021، والتي أحدثت تحولات تكتيكية مهمة وفتحت فرصاً استراتيجية جديدة وأفشلت قدرات إسرائيل للدفاع عن نفسها، حتى إن البعض بدأ يتساءل هل تستطيع إسرائيل أن تكمل العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين وهي بهذه السياسات العدوانية التي تحتل الأرض وتعتقل الإنسان وتصادر الممتلكات وتهود المقدسات وتعتدي بأعمال إرهابية يومية ضد كل ما هو فلسطيني، وهل سيوفر اتجاه بعض الدول العربية للتطبيع الحماية لإسرائيل من جهة،