تمر األمم عبر تاريخها بدورات تتأرجح بين التقدم والتخلف، وقد مرت األمم األوربية بعصور مظلمة وقت نهضة وأوربا لم تشكل مطلقاً أمة واحدة عبر تاريخها، فال تجمعه وحدة اللغة أو الدين أو األوربية تحكمها المصلحة الشخصية لكل إقليم حتى تبلورت شخصيته وقوميته فيما بعد، ويعد تاريخ أوربا الحديث مفتاحا لتاريخ العالم الحديث، لذا يحاول البعض تسمية تاريخ أوربا الحديث بتاريخ العالم فال يمكن معالجة تاريخ أي منطقة من مناطق العالم في هذه الحقبة بمعزل عن وهو رأي مردود عليه فحتى تاريخ األمم التي تلعب دور المفعول به لها خصوصيتها وحضارتها الخاصة فتاريخ األمريكتين أو الشرق األقصى أو حتى تاريخ الدول داخل هذه الكيانات الكبرى لكل منها خصوصيتها وفي دراستنا لتاريخ أوربا الحديث نركز على المعالم األساسية لتاريخ الدول من صراع داخل القارة أو خارجها وانعكس على موازين القوى داخل القارة. إلى التسلح حاولت الكيانات الصغيرة التحالف ضد الدول الكبرى التي تحاول اإلمساك بلواء الزعامة داخل القارة فتحالفت الدول األوربية في القرن السادس عشر بزعامة فرنسا وإنجلترا لمواجهة وقد ساد أوربا نوعين من الصراع خالل العصر الحديث األول صراع األسر الحاكمة والثاني صراع المستعمرات وتخلله صراع أيديولوجي في بعض الفترات تمثل في صراع النظم الملكية والجمهورية في أعقاب ولّد الصراع بين دول أوربا بأنماطه الثالث زخما سياسيا وصراعا لكننا في الوقت نفسه بلورناه في هيئة قضايا الليسانس والقارئ بصفة عامة،