أوتو فون بسمارك، رئيس وزراء بروسيا ومستشار ألمانيا (1862-1890)، شخصية تاريخية مركزية، تُحاط إنجازاته في توحيد ألمانيا تحت قيادة بروسيا بالإعجاب والجدل. فبينما يُثنى على سياساته الواقعية ("Realpolitik") التي أسفرت عن وحدةٍ ألمانيةٍ وعصرٍ من السلام النسبي، يُعتبره آخرون مسؤولاً عن الصراعات اللاحقة، حتى صعود النازية. بعد 1945، خضعت صورته لمراجعة نقدية، حيث يُرى بأنه مهندس لثورةٍ من أعلى قمعت التيارات الليبرالية، وأن إمبراطوريته كانت "طريقاً مسدوداً". مع ذلك، يُبرز آخرون إنجازاته في بناء مجتمع مدني، ووضع أسس النظام الصناعي الألماني. استخدم بسمارك الحروب – ضد الدنمارك، والنمسا، وفرنسا – لتحقيق توحيد ألمانيا، مستغلاً الصراعات الدولية والظروف السياسية. نجح في توحيد ألمانيا عام 1871، لكنَّ هذا التوحيد، الذي تمَّ عبر قوة عسكرية وبروسيا، أثار جدلاً تاريخيًا حول طابعه القسري وإهمال دور القوى الليبرالية. سياساته الداخلية، التي اتسمت بالمحافظة، وشملت "Kulturkampf" ضد الكنيسة الكاثوليكية وقوانين لمواجهة الحركة العمالية، أدت إلى نمو حزب العمال الاشتراكي (SPD). يبقى إرث بسمارك وتأثيره على التاريخ الألماني محل نقاشٍ مفتوح.