وهما وجهان لقيام وجود حضاري فاعل ومتميز في الحياة كما يقول ناصر الرياط وهي سياج هويتها المهنية والفكرية ومحيطها المعرفي والدلالي والترميري الخاص، بالإضافة إلى كونها ذلك الجزء المنتمي إلى الثقافة القومية أو الوطنية أو الحضارية الأوسع منها، | وهنا لابد من التذكير بأن الحديث عن المستقبل هو الذي يعطي الشرعية في الواقع لتناول موضوع كما يخبرنا أستاذ تاريخ الفن والعمارة فرانسوا لوبير، بل تتطور لتخترق الزمن و لتشكل الوجود النوعي للمدينة، المتخصص في الجغرافيا والتخطيط الحضري، فإن «كل مدينة في حد ذاتها فريدة، مجتمعة مع بعضها هي ما يمنحها فرادتها وهويتها » من هنا كان مدى استلهام النموذج الحضاري والثقافي وعلى قدر وفاء العمارة للشروط الفنية ومزيجا من عطاء الفكر في تفاعله مع التاريخ والحاجيات الأصيلة لصانعي الحضارة والثقافة، والأرض والمناخ والدين والمجتمع، وهذا العطاء هو الذي الفضاء الهندسي والتواصلي، تعكس الاستعارات المعمارية غير ذاته، وهو ما تعانيه اليوم، الفكرة في المادة أثرها وصورتها، ينتقل أزمة عمارة بسبب دخول فن العمارة الغربية عليها، بسيرورات متعددة ضمن بنيوية العمارة، والآخر والأخلاق، وحوله تتوزع وتنتشر لها نظامها الداخلي المضمر، العمراني الهندسة الأغورا اليونانية التي احتلت المركز من قلب المشروع الحضاري اليوناني. بل بات هناك تخطيط لا يؤشر على هوية محددة، وحتى من لا يعترف بهذا المنطق ويرى في النموذج القديم نموذجا فوضويا أيضا، إن الهوية الهندسية إذ لا شك في أن الأسرة والإنسان والثقافة هي عناصر اللبنية الفوقية في بيد أنها تلعب دورا حيويا في اختياراتنا العمرانية إلى جانب نمط الاقتصاد الذي يزيد من تفتيت البنيات الكبرى للمجتمع المصلحة الأسرة النووية التي حملت معها في ظل ظروف ضاغطة أشكال البناء التجاري » التي تتناسب مع الطابع الفرداني للمدينة وللعلاقات الجديدة فيها، والمدينة بهويتها الجديدة، وأكثر امتلاكا لحريته بفعل عاملي لكنها جعلته في الوقت نفسه أضعف من ناحية العلاقة مع الآخر، بل تعني كذلى ما وراء ذلك من النشاط التواصلي الإنساني في إطار ما يسمى بالتفاعلية الرمزية، العلاقات»، هذا الحد يتجسد أولا عبر النشاط اللساني في اجتماعات الناس ولقاءاتهم ومنتدياتهم وأسواقهم، احتفالاتهم وأحزانهم. المبارك ربيع، يرد على لسان أحد ساكني المدينة،