نماذج الاتصالتناولنا خلال الفصل الأول تعريف ومفهوم الاتصال بالنسبة للفرد والمجتمع وأكدنا أن أهداف الفرد من عملية الاتصال هو التأثير على الإطار المرجعي الذي يعيش فيه حتى لا يكون الفرد عرضة وهدفاً للتأثير نتيجة لانتشار وتطور وسائل الاتصال، وخلال هذه الصفحات سنتناول نماذج الاتصالالمختلفة.ماذا نعني بالنموذج الاتصالي؟النموذج الاتصالي هو وسيلة للإيضاح وشرح الفكرة أو تحليل عناصرها، وكلما تعددت الاتجاهات الخاصة بالتحليل أو المداخل الخاصة بتقديم الفكرة تعددت النماذج التي يمكن أن تلتقي في النهاية حول هدف واحد وهو دراسة الاتصال وتعريفه وشرح العملية الاتصالية والعوامل المؤثرة فيها منخلال الفكر النظري والتطبيقي لكل دراسة أو اتجاه في هذا المجال. النموذج: هو أداة تصويرية يوفر إطاراً للافتراضات تتحدد في نطاق المتغيرات الهامة وتفترض علاقات معينة بين الأحداث التي تمت دراستها، بعبارة أخرى القدرة الفائقة على التمتع بخيال خصب لخلق مشاهد كانت مخفية عن الآخرين".أو هو محاولة لإعادة خلق العلاقات التي يفترض وجودها بين الأشياء أو القوى التي ندرسها وذلك في شكل مادي أو رمزي".مبررات استخدام نماذج الاتصال ثانياً : التنبؤ للوصول إلى النتائج وعملية الفهم تتم من مراحلها الأولى إلى النهائية بواسطة نماذج رمزية نستخدمها في حياتنا لكي تسهل علينا فهم واستيعاب الظواهر ومكوناتها والعلاقات والتشكيلات بين كل مكونات الظاهرة بكل يسر وسهولة. فالنظرية أو النموذج هي محاولة لتقديم العلاقات الكامنة التي يفترض وجودها بين المتغيرات التي تضع هدفاً أو نظاماً معيناً في شكل رمزي أي أن النماذج هي أدوات ثقافية تساعدنا على فهم أي ظاهرة أو نظام وإدراك العلاقات والصلات بين العناصر الأساسية في تلك الظاهرة أو ذلك النظام، كما أن تجربة الفرد مع الآخرين تجعله يتعرف على الدوافع والأنماط التي تنظم العلاقات الاجتماعية، ومن هنا نجد أن الباحث أو العالم يحاول أن ينظم المعلومات التي يحصل عليها من ملاحظته لنفس الأحداث، ويجعل لها نمطاً معيناً.وظائف النماذجإن وظائف النماذج الاتصالية تحقق جملة من المزايا تعود بالمنفعة، وذلك بسبب قدرتها الفائقة على تحويل وتفسير العمليات النفسية أو العلاقات الاجتماعية إلى نماذج رياضية أو إحصائية أو رسوم بيانية أو نماذج ملموسة ومحسوسة، وعلى ضوء ذلك فقد اعتبر علماء الاتصال أن النماذج الاتصالية تحقق أربعة أهداف هامةهي أولاً : الوظيفة التنظيمية للمعلومات: يوفر النموذج إطاراً يسمح للباحث بعزل المتغيرات العامة، ووصف دورها في العملية كلها، كما أنه يساهم في إعادة البناء أو التشييد للحدث أو الظاهرة وتحديد عناصرها، أي أن النماذج تمتلك قدرة كبيرة على إعادة تقديم الخصائص الرئيسية للنظام الذي تخضعه للمتغيرات فعن طريق النموذج يمكننا وضع عدد من المتغيرات في تكوين واضح وربط تأثيرات تلك المتغيرات بعضها ببعض بطرق معقدة ومحاولة استنتاج طبيعة التفاعل بينها مما يضمن عدم تجزئة الأحداث التي يتم دراستها.