تؤكد الدراسة أن التقدم الحضاري لا يتوقف على الموارد الطبيعية، بل على بناء إنسان واعٍ، مثقف، تقني، منتج، ملتزم بالحرية المسؤولة. وتقع التربية، بصفتها صناعة الإنسان، على عاتق بناء هذا الإنسان القادر على المشاركة الفعالة في بناء مجتمعه. و نظراً للتغيرات السريعة في المجتمع المصري، تحتاج عملية التربية إلى دراسة جادة تراعي العلاقة بين الفكر التربوي والقوى المؤثرة فيه. ويتطلب الأمر تعديل النظرة إلى التربية لتكون نظرة اجتماعية شاملة، تشمل الثقافة، والسياسة، والاقتصاد، والبيئة، والصحة، والدين، والأخلاق. يجب أن توجه أهداف التربية نحو تنمية وعي الإنسان بالبيئة، والمشاركة السياسية، والإصلاح الاقتصادي، والثقافة، مع الحفاظ على الهوية المصرية. لذا، يجب إعادة بلورة النظام التربوي لمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي، ومواجهة التحديات المختلفة، واستثمار طاقات الإنسان المصري. يتمثل الهدف الرئيسي في إعادة بناء الإنسان المصري الذي يمتلك مقومات مجتمعه وخصائص عصره، وقادر على تغيير الواقع. ويتم ذلك من خلال بناء الإنسان منذ الصغر تربية متكاملة، وإصلاح العيوب في بناء من شبّ وكبر على تربية متناقضة. وتقدم الدراسة توصيات على عدة مستويات: أيكولوجي (بالتوعية البيئية، وحماية البيئة)، سياسي (بترسيخ الحرية المسؤولة والديمقراطية)، اقتصادي (بالاعتماد على الذات، والإدارة العلمية، وتقدير العمل)، ثقافي (بديمقراطية الثقافة، والعناية بالتراث، ومكافحة الأمية)، تعليمي (بتعديل نظم التعليم، وربطه بالبيئة والعمل والتكنولوجيا)، عقائدي (بتجنب إثارة الصراعات الدينية، وجعل دور العبادة مكان علم وعمل)، أسري (بتقنين عمل المرأة، وتوعية الشباب بأهمية الحياة الزوجية، وتنظيم الأسرة)، وصحي (بمجانية العلاج، والتوعية الصحية). وتهدف هذه التوصيات لبناء إنسان حضاري مصري قادر على مواجهة تحديات العصر.