في صباح يوم الجمعة بعد ما أنهت زهراء قراءة دعاء الندبة رنّ هاتفها، آمال: مرحبًا زهراء كيف حالكِ؟ زهراء: بخير والحمد لله ماذا عنكِ؟ زهراء: لا لم اشترِ بعد فقد ذهبت أكثر من مرة ولم نجد ملابس مستورة يمكن ارتداؤها في مكان مختلط كالجامعة، بلا شك ستكونين محط استهزاء الطلاب وستتلقين العديد من الكلمات المهينة. زهراء: لكن يا آمال لم أجد حلًا غير هذا، قلت لكِ: أغلب الملابس كانت ضيقة وقصيرة ولا تليق بي كفتاة ملتزمة، ذهبت زهراء وفتحت نافذة غرفتها لعل نسيم الهواء يخفف عنها ما تشعر به، زينب: زهراء ما بكِ عزيزتي ألم تستعدي بعد للذهاب إلى السوق لنشتري احتياجاتك من الملابس والأدوات للجامعة؟ تنهدت زهراء وقالت: أخيتي أريد أن أحدثك قليلًا، ثم نزلت دموعها وأخذت تحاول أن تخفيها عن أختها زينب. تفاجأت زينب! ثم تقدمت من زهراء ومسحت على رأسها بلطف وقالت لها: عزيزتي زهراء ماذا هناك؟ لماذا تبكين؟ ابتسمت زينب وقالت: عزيزتي زهراء "العباءة لا تعيق، أنتِ تعلمين أن السيدة زينب (عليها السلام) وبنات الرسالة تمسكنّ بعباءتهن رغم كل ما حل بهنّ من السبي والقتل وغيرها من المصائب وهذا أبسط مثال لتعلمي أن العباءة يا عزيزتي لا تعيق أبدًا، ثم ها أنا أمامكِ سأتخرج هذه السنة من قسم الهندسة الميكانيكية وهو كما تعلمين قسم مليء بالشباب أكثر من البنات، قالت زهراء: وماذا عن الطلاب هل حقًا سيستهزؤون بي؟ ولتعلمي أن العباءة بها من الهيبة والقداسة ما يجعلها توفيقًا إلهيًا للمستحقين فقط، وهنالك من يقرأه "فوالله لن تمحو ذكرنا" فأنتِ ترتدين إرث الزهراء فاطمة والسيدة زينب (عليهما السلام) زهراء: حسنًا يا أختي سأرتدي العباءة وسألتزم بها مهما كلفني الأمر لكي ترضى عني أمي الزهراء (عليها السلام) وأكون من الممهدات لدولة المحبوب (عجّل الله فرجه). هيا يا صغيرتي اذهبي واستعدي لنذهب للسوق ونشتري لكِ إرث الزهراء (عليها السلام).