إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾الأحزاب70-71 وآية شاهدة على صدق الرسالة ، حفظاً وتلاوة وبياناً ، بل قل : أحد مباحث علوم القرآن الكريم ذلكم هو مشكل القرآن الكريم) . ووقوع الإشكال في تفسير الآيات أمر نسبي ، الاهتمام بهذا الفن . وأخيرا فإن البحث في هذا الموضوع من الأهمية بمكان ؛ لأن دراسته والاعتناء به سوف تكشف عدداً من الجوانب المهمة المتعلقة بهذا الموضوع الذي يستمد أهميته من مكانة الكتاب العزيز القرآن الكريم .                         الفصل الاول             تعريف مشكل القرآن الكريم                    المطلب الأول            تعريف المشكل في اللغة المشكل هو اسم فاعل من الفعل "أشكل" ويدور المعنى اللغوي للمشكل حول عدة مفاهيم ومنها :- - المماثلة :- كما قال ابن فارس أن أصل الكلمة يدل على المماثلة. - صعوبة التميز والفهم:- وهذا ما قاله الرازي مستفيدا في تعريفه للمشكل من ابن قتيبة في كتابه "تأويل مشكل القرآن"، حيث ربط بين المشكل والمتشابه من حيث صعوبة التمييز والفهم. - المشكل لغة :- هو ما يتصف بالمماثلة والاشتباه والاختلاط والالتباس، مما يؤدي إلى صعوبة في الفهم والتمييز                                   تعريف المشكل في الاصطلاح تتناول عدة علوم إسلامية مفهوم "المشكل"، والحديث، مما أدى إلى تعدد تعريفاته. 1. تعريف المشكل عند علماء أصول الفقه:- يقسم علماء أصول الفقه الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة إلى قسمين رئيسيين:- - واضح الدلالة. وقد اختلفت المدارس الأصولية في تصنيف الألفاظ ضمن هذين القسمين، بسبب اختلاف مناهجهم العلمية كما يلي:- - الحنفية:- قسموا "واضح الدلالة" إلى أربعة أنواع: الظاهر/ النص/ المفسَّر/ المحكم /. أما "مبهم الدلالة"، فقسموه إلى أربعة أنواع:- ولهذ قالوا:- - الشاشي: هو ما يزداد خفاءً عن "الخفي"، - أبو زيد الدبوسي: هو ما أشكل على السامع الوصول إلى المعنى الذي وُضِع له في اللغة، - عبد الوهاب خلاف: هو اللفظ الذي لا يدل بصيغته على المراد، - وعرف الشاطبي المتشابه:- بأنه ما أشكل معناه، #- خلاصة تعريف  المشكل في أصول الفقه:- هو اللفظ الذي لا يُعرف معناه إلا بطلب وتأمل، مع الاستعانة بقرينة خارجية. يتضح تعريف المشكل في علم الحديث من خلال دراسة الكتب المتخصصة فيه، الطحاوي:-يرى ان المشكل هو من يشمل الأحاديث الصعبة الفهم، أو المعنى، أو الراوي، أو في الأحكام والمسائل الفقهية. ابن فورك :- يرى أن المشكل هو في الأحاديث التي قد توهم التشبيه، ولم يشمل الأحاديث المتوهمة التعارض. #- خلاصة تعريف المشكل في الحديث: هو الحديث المقبول الذي يُفهم منه تعارض ظاهري مع نص آخر، أو يحتوي على معاني غير مفهومة لكثير من الناس. 3. تعريف المشكل عند علماء التفسير وعلوم القرآن:- تعريف المشكل في التفسير وعلوم القرآن يظهر من خلال دراسة نوعين من الكتب: 1- الكتب التي اعتنت بالآيات المشكلة مثل: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة 2 - الكتب الموسوعية في علوم القرآن مثل: "مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب "دفع إيهام الاضطراب" للشنقيطي #- خلاصة تعريف المشكل في التفسير وعلوم  القرآن :- هو الألفاظ الغريبة، والتعارض الظاهري بين النصوص، والإشكالات النحوية، #- أنواع المشكل في القرآن:- 1- المشكل اللفظي:- يتعلق بالألفاظ الغامضة أو الغريبة، مثل تفسير الطبري مثل كلمة "قروء" في آية العدة. مثل كتاب "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة. 5- المشكل في القراءات القرآنية:- مثل تفسير الزمخشري للقراءات المختلفة لبعض الكلمات التي قد توهم اختلاف المعنى. #- أهمية دراسة المشكل:- 3- يسهم في استنباط الأحكام الفقهية الصحيحة. اختلف العلماء في أصل كلمة "القرآن"، وانقسموا في ذلك إلى رأيين رئيسيين:- #- الرأي الأول:- القرآن مشتق. وهو رأي جمهور العلماء، لكنهم اختلفوا في اشتقاقه إلى قسمين:- - قطرب: يرى أن القرآن مأخوذ من "ما قرأت الناقة سلاً" أي: ما ألقت ولدها، أي أن القارئ يُخرج القرآن من فمه كما تُخرج الناقة ولدها. القسم الثاني: القرآن غير مهموز ليس من "قرأ" مثل: "قريت الماء في الحوض" أي جمعته. لأن آيات القرآن يصدق بعضها بعضًا. •-موقفهم من النون: بعضهم قال إنها أصلية (مثل الفراء والأشعري)، #-الرأي الثاني: القرآن غير مشتق. - إسماعيل بن قسطنطين، والإمام الشافعي، والسيوطي يرون أن "القرآن" اسم عَلَمٍ خاص بكلام الله، مثل "التوراة" و"الإنجيل"، - ابن كثير كان يقرأه بغير همز، مما يدل على تبنيه لهذا الرأي. لأن هذا القول أقوى دلالةً وأقل تكلفًا في التفسير.                     المطلب الرابع المعجز بلفظه، المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس . "كلام الله":- يخرج به كلام البشر والجن والملائكة، "المنزل" يخرج به ما استأثر الله بعلمه، لكن القرآن هو ما أنزله الله للناس. "على نبيه محمد ﷺ":- يخرج به ما أنزل على الأنبياء الآخرين، مثل: الزبور (على داوود عليه السلام) والصحف (على إبراهيم عليه السلام). فهي كلام الله لكنها ليست معجزة بلفظها، ولا يُتعبد بتلاوتها كما يُتعبد بقراءة القرآن. "المنقول بالتواتر":- يخرج به القراءات غير المتواترة أو التي ثبت نسخها. "المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس" تأكيد على أن القرآن محفوظ كاملًا، الخلاصة:- هذا التعريف جامع مانع، لأنه يشمل كل ما يتعلق بالقرآن ويستبعد غيره بدقة، مما يميزه عن بقية الكتب السماوية والأحاديث القدسية.                   المطلب الخامس            تعريف مشكل القرآن الكريم بعد أن اتضح معنى كلمتي "مشكل" والقرآن" كلٌّ على حدة، يمكننا الآن تعريف مشكل القرآن الكريم على النحو التالي :- وابن منظور، والاختلاط،