يهم والادب منزم بمسايرة هذا التطور ومتابعة سير الاحداث والشعوب والا عد الادب اداة جامدة تعرف التكيف ولا تدرك التطور، في مختلف جوانيها ووجوهها . ويتجلى امتزاج هذا الأدب مع بيئته في المعلقات السبع او العشر التي يمكن ان تعتبر كل واحدة منها صورة صادقة عن العرب آنذاك فكل منها تصور مشاعر العرب في تلك الفترة وآمالهم وعواطفهم وكل منها تعبير حي كان يخالج المجتمع العربي من شعور وانفعالات من فخر وحماسة وبطولة وعصبية قبلية ووفاء وكرم حاتمي مع شطحات جدلية فلسفية واعتقادية واخلاقية وغزل مناسب لروح ذلك العهد (7). ذلك ان العرب اصبحوا ذوي رسالة مقدسة يتعين عليهم حملها الى العالم اجمع من الشرق الى اقصى الغرب ومن اقصى الشمال الى اقصى الجنوب فحصل بذلك تطور في المشاعر وظهر بهذا تحول في آمال العرب وما يخامر نفوسهم من ! دينية ومؤثرات عقائدية لم يجد الادب بنا من التعبير عنها وتصويرها صادقا خالصا يتجلى في اشعار حسان بن ثابت وحكم ابن ابي طالب، وجاء بعد ذلك العصر الاموي والعهد العباسي وما طرأ على المجتمع العربي اثناء هما من مؤثرات خارجية نظرا لاحتكاك العرب بالفرس والرومان وغيرهم من الشعوب الاجنبية، وعرفت الأمة العربية بعد ذلك هزات عنيفة وتوارات شديدة البأس،