الوحدة الأولى ماهية علم النفس مفهوم علم النفس يصدر من الكائن الحي أنواع كثيرة من الأفعال والنشاطات وأنماط السلوك المختلفة منها ما هو حركي ومنها ما هو عقلي معرفي ومنها ما هو انفعالي ومنها ما هو اجتماعي، وهناك ما هو فطري ومنها ما هو مكتسب. ولجميع أنواع السلوك التي تميز الإنسان جانبين إحداهم جسمي والآخر نفسي فإذا نظرنا مثلا إلى وظيفة مثل التفكير لدى الفرد باعتبارها عملية عقلية بحتة نجد أنها تعتمد على الخلايا العصبية في المخ وهو جانب جسمي عصبي فضلا عن أن التفكير قد يكون بصوت مسموع مستخدما اللغة والإشارة وهنا يستعين بالكثير من العضلات ، أيضاً خبرة الخوف والقلق لدى الفرد باعتبارها عملية انفعالية بحتة نجد أنها تعتمد على العديد من المظاهر والجوانب الفسيولوجية أثناء حدوثها مثل اضطرابات الأمعاء (قلق الأحشاء) أو زيادة عدد مرات ضرباتالقلب أو زيادة سرعة التنفس وعليه لا يمكن الجزم بانفصال الجوانب الجسمية والفسيولوجية عن النواحي النفسية. ومن ثم يكون موضوع علم النفس في دراسته للسلوك الإنساني أو الحيواني بغية تفسيره وفهمه والتنبؤ به وممارسه الضبط الاجتماعي عليه من الموضوعات الأساسية لأي طالب علم. وكذا الاتجاهات الأساسية في تفسير الظاهرة السلوكية وموضوعه وأيضاً مناهج وطرق دراسته والبحث فيه. تبدأ معظم كتب علم النفس بسؤال أساسي يتعلق بماهية علم النفس ومحاولة تعريفه، وتذهب هذه الكتب إلى إعطاء تعاريف متنوعة يعكس كل منها المدرسة التي ينتمي إليها المؤلف أو الاتجاه الذي يتبعه في الوصول إلى المعرفة. فبينما يعرفه أحد العلماء على أنه "العلم الذي يدرس السلوك" ويعرفه آخر على أنه " العلم الذي يدرس وظائف الدماغ " ويعرفه ثالث على أنه " العلم الذي يدرس النشاطات والوظائف العقلية ". وفي الحقيقة فإن الاتفاق على تعريف واحد لعلم النفس لازال بعيد المنال ، ولكن ، وعلى الرغم من ذلك فإنه يمكن القول أن علم النفس يحاول الإجابة على السؤال : لماذا يتصرف الناس بالطريقة التي يتصرفون بها؟. ومن الطبيعي أن تكون الإجابة على هذا السؤال، أي لماذا يتصرف الناس بالطريقة التي يتصرفون بها ؟ متباينة بقدر تباين ولكن على الرغم من ذلك فإن هناك مجموعة من المعتقدات الشائعة بين الناس حول طبيعة علم النفس. فغالباً ما يعتقد الناس بأن علم النفس قادر على سبر غور شخصياتهم ومعرفة خصوصياتهم فتراهم يصابون بالارتباك أو يشعرون بالتردد إذا ما طلب إليهم الإفصاح عما يفكرون به أمام المختص في علم النفس . كما أن كثيراً من الناس يعتقدون أن لدى عالم النفس مجموعة من الحيل والأساليب الخاصة التي يستطيع أن يستعملها في حل المشاكل سواء كانت تلك المشاكل شخصية أم عائلية أم متعلقة بالزواج . ولعل هذا الاعتقاد يعود إلى الدعاية القوية التي رافقت التحليل النفسي سواء كان ذلك في القصص أم في الأفلام التليفزيونية والسينمائية. وقد كانت النفس قديماً مفهوماً فلسفياً يتندر به الفلاسفة في منتدياتهم ويشغلون وقتهم في البحث فيه والتقصي حوله ، ويقرنوه