5-الاتجاه التفاعلي الرمزي والتفاعلية الرمزية هي مدرسة اجتماعية امريكية تحاول الربط بين الحياة الداخلية للفرد (الذات والعقل ) وبين المجتمع وما ينطوي عليه من نظام قيمي واحكام قيمية واخلاقية يمكن اصدارها على الفرد الذي يكون مصدر عملية التفاعل مع الاخرين ، ان اهتمامات التفاعلية الرمزية تنصب على حقيقة ان الفرد يقيم ويُقيم من الاخرين بعد تفاعله معهم فعند الانتهاء من عملية التفاعل يكون التقييم بشكل رمز يمنح لكل فرد تم معه التفاعل والرمز سواء كان ايجابيا او سلبيا هو الذي يحدد طبيعة التفاعل المستقبلي مع ذلك الشخص او الشيء. جورج هربرت ميد من اشهر علماء الاجتماع الامريكان ساهم بارساء المبادئ والافكار الاساسية للنظرية التفاعلية الرمزية من خلال دراسته للذات في المجتمع من خلال كتابه( العقل والذات والمجتمع ) ودراسته للاصول الاجتماعية للذات كما يقيمها الفرد ودراسته للذات كما يقيمها الاخرون بمعنى أخر أنا كما اقيم ذاتي وأنا كما يقيمني الاخرون . يعتقد جورج هربرت ميد بان الذات في المجتمع او الذات الاجتماعية هي حصيلة تفاعل عاملين اساسيين هما العامل النفسي الداخلي الذي يعبر عن خصوصية الفرد وسماته الشخصية المتفردة ، اما الاصول الاجتماعية للذات فهي النمو التدريجي لقدرات الفرد منذ الطفولة على اشغال الادوار الوظيفية وتقييم هذه الادوار عن طريق تقييمها من قبل الاخرين اي تقييم الفرد لذاته من خلال تقييم الاخرين لها وهنا تصبح اللغة التي هي وسيلة الاتصال بين الافراد رمزاً لانها تؤثر في الفرد الواحد كما تؤثر في الاخرين ، بيد ان الطفل من الوهلة الاولى يبدأ بتقليد ادوار الاخرين فهو يقلد دور ابيه ودور معلمه ودور البائع ودور الطبيب ودور المريض . ويعالج جورج هربرت ميد موضوع فكرة التفاعل الرمزي من خلال موضوع " أنا كما اقيم نفسي وأنا كا يقيمني الاخرون " فعند تفاعل الفرد مع الاخرين لفترة من الزمن فان الاخرين يقيمونه بعد ان يعتبرونه رمزا ذات معاني ومواصفات معينة وعند وصول تقييم الاخرين للفرد المهني بالتقييم فانه يقيَم نفسه كما يقيمه الاخرون لان تقييم الفرد لذاته ناجم عن تقيم الاخرين له وهكذا يفسر ميد ظاهرة " أنا كما اقيم نفسي وأنا كا يقيمني الاخرون " يعد بلومر اول من اطلق تعبير التفاعلية الرمزية على النظرية التي اوجدها وفسرها وحلل اركانها جورج هربرت ميد ، اي ان عملية التفاعل بين الافراد تمنحهم القدرة على اعتبار كل واحد منهم رمزا ذا قيمة محددة، وعندما يصل تقييم الجماعة للفرد وبشكل رمز فان الفرد يبدا بتقييم نفسه وفقا لتقييم الاخرين له . اما الاضافة الاخرى التي قدمها بلومر للتفاعلية الرمزية عندما وضح ان التفاعل لا يكون بين الافراد فقط بل بين الافراد والمؤسسات والمنظمات والمجتمعات المحلية والطبقات والظواهر الجمعية الاخرى ، فالفرد نتيجة لخبره وتجاربه السابقة يقيم هذه الظواهر الجمعية ويعتبرها رموزا ذات قيمة معينة له ، وان التقييمات الرمزية هذه تصل اليها عاجلا ام اجلا بعد ذلك تقيم نفسها بموجب تلك التقييمات وعلى هذا الاساس يكون التفاعل بين الفرد وبقية الجماعات والمؤسسات بعد ان تكون رموزا ذات معنى محدد بالنسبة له وللمجتمع على حد سواء . فكتور تيرنر في هذا الكتاب يعتقد تيرنر بان الانسان محاط بغابة من الرموز التي اختبر وجرب الانسان معانيها ورموزها ودلالاتها خلال فترة حياته التي قد تمتد لخمسين سنة او الكثر ، وهكذا يعتقد تيرنر بان علاقتنا بالاشياء المحيطة بنا تعتمد على تقييمنا لها عن طريق تحويلها الى رموز وهذ الرموز قد تكون ايجابية او سلبية بالنسبة لنا اعتمادا على خبرتنا معها فاذا كانت الرموز ايجابية فاننا نكَون التفاعل القوي والحي معها بحيث ننجذب لها وهي تنجذب لنا اما اذا كانت الرموز سلبية فاننا ننفر منها وبالتالي تكون صلتنا التفاعلية معها ضعيفة وهامشية على احسن الاحوال اذا التفاعل مع الاشياء في العالم الخارجي انما يعتمد على صلتنا بها وصلتنا بها تعتمد على الصورة الذهنية التي نحملها ازاءها اي نحمل ازاء الرمز وهكذا تقوم التفاعلية الرمزية عند تيرنر على المسلمات الاتية : 1- اننا محاطون بمئات الاشياء المادية والاعتبارية. 2- عن طريق اللغة والذات نجرب هذه الاشياء ونختبرها .