تعد معاهدة صلح ويستفاليا لعام 1648 بداية تاريخ نظام الدولة الحديثة؛ ففي عام 1648 وقع 135 أميراً أوربياً على معاهدة صلح ويستفاليا، نسبة إلى المدة التي دام فيها هذا الصراع الدموي، وقد منعت هذه المعاهدة تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى؛ حيث يعتبر أغلب العلماء أن هذه المعاهدة هي أول اعتراف قانوني بسيادة الدولة. بل هي في الحقيقة تمثل بداية الدولة الحديثة ومن ثم النظام الدولي أقامت معاهدة وستفاليا مفهوماً دنيوياً للعلاقات الدولية، ويسجل لهذه المعاهدة أيضاً تشجيعها استعمال الآليات الدبلوماسية في تدبير العلاقات بين الدول عبر السفراء، وتاريخ الدولة - كما يقول كل من والتر أويلو وستيفان دل روشو - اليس سيرورة بسيطة أو خطية، الأوحد وعندما نتحدث عن الدولة القومية أو الوطنية، فهي ليست بالضرورة دولة لقوم أو عرق واحد، فباستثناء أيسلندا التي تشكل المثال العرقي على خريطة العالم لدولة قومية تتألف من شعب واحد في دولة واحدة، فإن جميع دول العالم تقم مزيجاً من الأعراق والإثنيات والثقافات والديانات، غير أن الاقتصار إلى النقاء الثقافي لم يمنع أغلب الدول في العالم من اعتبار نفسها دولاً قومية