#ملخص# الفصل الثاني من كتاب البربر ذاكرة و هوية الفصل الثاني: اقوام على هامش التاريخ المحور الأول : أوائل البربر في عهود قبيل التاريخ كما تحدث هذا الفصل عن الخصائص الإقليمية لبلاد البربر قبيل التاريخ. وهذا راجع الى مجموعة من العوامل أبرزها عدم وجود مركز جاذب لبلاد البربر قادر على الجمع من حوله الأقاليم الواقعة على الأطراف. و قد كانت هناك منذ القدم جهة شرقية من بلاد الأمازيغ تمتد في حدها الأقصى حتى الحضنة والبابور. حيث ان شرق بلاد الأمازيغ منذ العصر الحجري الحديث على علاقة ببلدان شرق المتوسط و خاصة صقلية. و تتميز الجهة الشرقية من بلاد الأمازيغ بالقبور المحفورة على شكل نواويس خاصة في الوطن القبلي، فمن هم الامازيغ او البربر -كما س ّماهم غابرييل كامب- وما تسمياتهم واين موطنهم الاصلي ؟ يرى غابرييل كامب ان اصل كلمة بربر مثار للخلاف فقد نقلت الينا عن طريق العرب حيث ميزوا بين عنصرين من سكان شمال افريقيا: الروم وهم حفدة الاغريقيين مينوالمتر ن والموظفين البيزنطيين ولهم ديانة مسيحية و ثقافة لاتينية، كما شكك الكاتب في كون كلمة البربر تحريف للصفة اللاتينية " بارباروس" وذلك لكون القبائل الساكنة للمنطقة تتسم كل باسمه ، حيث يجمعونهم تحت اسم النوميديون و الجيتول والموريين ، و كذلك ظهور اسم البربر بين الفينة والاخرى في تسميات المواقع واسماء الاعلام في المجالين الحامي والسامي . اما تسمية الليبيون فقد اطلقها هيرودوت على السكان البيض في افريقيا من غير الفينيقيين والاغريق ، فساره على نفس النهج سالوستيوس حيث قسمهم الى قسمين رحل و مقيمين ، وجعل هذا الاخير لهذه الكلمة اي الليبيين معنى اضيق حيث تقتصر على سكان السواحل فقط. فقد كان الليبو يسكنون في ناحية شمال ليبيا مكونين قبائل " الايموكيهيك" و " الكيهيك" و " إكبيت" حتى العصور الكلاسيكية ؛ ما بين القرن الخامس والرابع قبل الميلاد ، بما يعني انه يطلق على المناطق الخاضعة لقرطاج. كما اطلق عليهم اللاتينيين اسم "افري" و بلدهم "افريكا" africa حيث اكتست هذه الكلمة معنى جغرافي خاص عند الماسيليين . فكلها لها جدر MZGاو MZKو اضافة الى كلمتين كثيرتي الورود في الكتابات المقابيرية Mazicو Mazicaلهما نفس الجدر المذكورسابقا، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان هذه التسمية محلية كان لها معنى عام وشاسع، حيث درج الناس على ان يأخذوا هذه الكلمة -امازيغ- جمعها إمازيغن كصفة بمعنى النبيل والحر ككلمة francالتي اطلقها الجيرمان على الفرنسيين ، كما استبعد ان لهذا الاسم جدر ZWGالذال على الحمرة وذلك لأسباب صوتية وصرفية على حد سواء. كما اشار الكاتب الى تسمية النوميديون حيث كان النوميديون يقطنون في مناطق شاسعة في شرق بلاد البربر ووسطها لذلك شكلوا مملكتين؛ المملكة الماسيلية والمملكة الماسيسيلية وهي الاكثر اتساعا. تحتوي بعض النقوش ذات اللغتين اللاتينية والبونيقية على كلمة Numidiaو التي لا نعرف لها اسم مرافق لليبي او البونيقي، فرغم وجود بعض الايحاءات في تشابهها مع الكلمة الاغريقية Nomadesاي الرحل الا انه لا ينفي ان تكون هذه الكلمة ذات اصل محلي لوجود بعض اسماء الاعلام الليبية تبتدئ بالحرفين , وكذلك تفسير سترابون الذي يرى ان السكان فضلوا ان يشتغلوا في اللصوصية وقطع الطريق وعيش حياة التيه والترحال جراء ما تعرضوا له من طرف الحيوانات المتوحشة، هذا التشابه بين الكلمة الليبية و الكلمة الاغريقية التي جاء بها هيرودوت بوصفهم رحال هو ما اذى الى تفسير هذه الكلمة العرقية بحياة الترحال التي كانت تنتسب لهذه الاقوام. فكما أسلفنا الذكر بوجود مملكتين عظيمتين في هذه المنطقة. فقد اقام ماسينيسا دولة نوميدية موحدة بعد فشل سياسة الملك سيفاكس ، حيث اكتسبت هذه المملكة الماسيلية حضارة و ثقافة مما يصعب علينا تحديد الموضع الاصلي لقبيلة الماسيليين. و بفعل نظام تانيستري لتوارث الملك في هذه المملكة يقودنا الاعتقاد الى ان الملك الليبي ايليماس الذي اتخذ دقة عاصمة ملكه كان احد اجداد ماسينيسا. كما يمكننا ان نعتبر سيرتا مهد القوة الماسيلية حيث كان الماسيليين يستوطنونها. استنادا الى ان منطقة دقة تحث نفود القرطاجيين مند الحروب البونيقية الاولى حيث كانت قرطاج تمارس نوعا من الحماية على المملكة الماسيلية. و مع قوتهم وامتدادهم نحو الاراضي الماسيلية يصعب تحديد الحدود الاصلية للمملكتين. كما اتخد هذا الاخير سيجا عاصمة لحكمه قبلان يستولي على الاراضي الماسيليين، بها تمت مجموعة من الاحداث التاريخية ، اما على مستوى التنظيم السياسي لهذه المملكة فلا نعرف عنه الكثير سوى ما اسلفنا الدكر فبحكم قوة وسلطة سيفاقس نجح في ضم مجموعة من القبائل تحت حكمه من كلا الجانبين -الشرقي والغربي-. فمن هم الموريون؟ يعتبر اسم الموريون اختصار لكلمة سامية "ماهوريم" و معناها "الغربيون"، كما استبعد الكاتب ان تكون هذه التسمية ذات اصل محلي رغم القيل والقال في هذا الجانب. فرغم هذا الغموض السائد على هذه المملكة، رغم كون هذه العلاقة غامضة نوعا ما. لكن ظل اسم الموريين راسخا وصامدا كما حافظ عليه الاوروبيون بل زادوا توسيعا في دلالاته. لكن يصعب تحديد موقعهم الاصل فقد ورد الحديث عن وجودهم في كل من المغرب والجزائر و تونس في وقت واحد، اما الاثيوبيين كانوا يستوطنون الواحات. هنا يمكننا القول ان جيتوليا تمتد في الجنوب الى الحدود التي كان فيها الرحل من البيض، وهم من البربر ولم يكونوا من الاثيوبيين. كما خلص الكاتب الى ان كلمة الجيتول ليس لها معنى سياسي ولا معنى عرقي، كما يمكن ان ندخل معهم بعض المزار عين الذين تتحدث بعض المصادر عن تواجدهم في مناطق متفرقة من جيتوليا ، إستمرار التقسيمات الإقليمية : فهي بين رحل في ليبيا وجنوب المغرب الكبير وفي شرق الصحراء . والقائمة على حصر القبائل في نطاقات معلومة سبب في تقوية هذا الا ساس الترابي. م) بالسياسة التي انتهجها ماسينيسا . غموض الوظائف الإدرية والرئاسات الأمازيغية في أواخر الإمبراطورية الرومانية شهدت الإمبراطوريةالرومانية في أواخر القرن الرابع صعود أسر كبيرة جمعت بيين مناصب إدارية في المقاطعات الرومانية وقيادات تقليدية كبيرة وأفضل مثال الأسرة الأميرية. ولقي القائد الأمازيغي الدعم من قبائل كثيرة في منطقة القبائل ومن الونشريس والظهرة وقد استولى على عاصمة المقاطعة. المحور الثالث: الأمازيغ في العصور الوسطى في القرن الرابع بدأت قبائل الجمالين الكبيرة بممارسة ضغط مختلف على طرابلس الغرب كما قامت الإمبراطورية الرومانية في القرنيين الثاني والثالث بخلق مناطق عسكرية تتسع في بعض الأحيان الى مئات الكيلومترات فمكنت من توطين مزارعين على أراضي كانت من قبل مناطق للتنقل. إن مختلف الأقوام والإمارات الأمازيغية التي عاشت في العصور القديمة كونت مجموعة من الأعراق بقيت اسماؤها وحتى بعض مواضعها ثابثة لم يكد يطالها تغيير على مر العصور. الغزو العربي يعتبر الغزو العربي ثاني أكبر حدث تاريخي هز البنيان الاجتماعي للعالم الإفريقي حيث بدأ بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعشر سنين حيت توغلت الجيوش العربيةبقيادة ابن سعد حاكم مصر وأخ الخليفة عثمان من الرضاعة. لكن الغزو العربي الحقيقي بدأ في زمن الخليفة معاوية . حيث أسس عقبة بن نافع مدينة القيروان فكانت أول مدينة إسلامية في المغرب الكبير . وصفهم بأكلي الجيفة ويعيشون عيشة الحيوانات . مما جعل كسيلة القائد الأمازيغي أن يثور ضد قوات عقبة فسحق عقبة في تهودة والتي تحمل اسمه وتضم قبره سيدي عقبة فزحف كسيلة على القيروان فاستولى عليها مما جعل تراجع الجيش الإسلامي حتى برقة. توفي كسيلة سنة 686فظهرت امرأة من جراوة تدعى الداهية تزعمت المقاومة الامازيغية لبضع سنين حتى توفيت سنة 700فكانت أخر مقاومة للامازيغ ضد العرب فجاز طارق المضيق لغزو إسبانيا بجيش معظمهم مقاتليين أمازيغ موريين وماكان نتيجة هذه الغزوات والصراعات إلى أن دخل معضم الامازيغ إلى الإسلام ومابقي من المسيحية إلا جزر صغيرة مما جعل البربر أن ينتسبوا للأصول العربية أو كنعانية مما سهل الامر لطمس الهوية الامازيغية . وكذلك راجع لكونه مظهرا من مظاهر المقاومة ضد الحكم العربي حيث ظهرت مجموعة من الإنتفاضات الخوارجية في كل من المغرب الاقصى وجنوب افريقيا فشكل تهديدا خطيرا للحكم العربي . مما عجل بظهور الداعية ابو عبد الله يبشر بالإمام المهدي الذي لا يمكن أن يكون إلا من ذرية علي و فاطمة. ثم استولى على القيروان فصار إيماما على أتباعه . هنا يمكن القول أن الأسرة الفاطمية نجحت في بسط سيطرحها على القسم الاكبر من شمال إفريقيا فلما احتلوا مصر بمساعدة صنهاجة و أخدوا القاهرة عاصمة لهم تركوا المغرب الكبير لقائد صنهاجة العسكري بولوفينبن زيري فلم يكن هذا القرار حكيما حيث تحلل الزيريون وأعلنوا ولائهم للخليفة العباسي في بغداد . فبايعهم الخليفة الفاطمي بأن سلم المغرب الكبير إلى القبائل العربية . ففي الوقت الذي كانت فيه المملكتان الصنهاجيتان الزيرية في إفريقيا والحمادية في وسط المغرب الكبير تسيران الى الانهيار بفعل ضربات القبائل الهلالية. فكانت هذه الإمبراطورية مؤسسة من قبيلة بربرية من الرحال في الصحراء الغربية.