تعرض الفن في الماضي إلى العديد من الأزمات ، إلا أن هذه الأزمات لا تقارن بتلك التي فجرتها تكنولوجيا المعلومات ، على جميع جبهات منظومة الإبداع الفني ، أرقى الفنون وأكثرها ارتباطا بتكنولوجيا المعلومات ، والسلم الموسيقي الحالي يترنحالفنون وتكنولوجيا المعلومات بحثا عن مقامات جديدة ، الذي ظل يزهو بانتصاره على الكاميرا ، تاركا لها مهمة تسجيل الواقع ، لا يدري ماذا ستفعل به تكنولوجيا المعلومات التي دانت لها الخطوط والألوان والأشكال والصور والأبعاد بصورة غير مسبوقة. بعد أن خلصته تكنولجيا المعلومات من خطية السرد الذي فرضته عليه تكنولوجيا الطباعة. فيهيم على وجهه تائها ، يبحث عن جمهوره وقد سلبه منه إعلام عصر المعلومات وعوالم ألعاب الفيديو ، فكيف يدرأ عن نفسه خطر الموت ، فقد بات يساوره الحنين إلى ماضي عهوده القديمة ، عندما كان طقوسا وارتقاء بالجسد إلى ما هو أسمى ، صنيعة التكنولوجيا وطفلتها المدللة ، باتت قلقة أشد القلق أمام تكنولوجيا المعلومات التي لا ترى السينما إلا جنسا من أجناس الفنون ، عليه أن يذوب تماما في مزيج الوسائط المتعددة التي استحدثتها هذه التكنولوجيا. ودعنا نتساءل هنا : هل وصل الفن –أو كاد أن يصل- إلى طريق مسدود ، نتيجة سلطة الحاسوب الذي كاد يلغي الفنان والإنسان ، ويحول الفن إلى مجرد ترفيه ، وكما أجاد الحوار مع التكنولوجيا سابقا ، في إقامة حوار متكافئ ومتوازن مع تكنولوجيا المعلومات ، التي تسعى إلى أن تجعل منه سلعة تباع وتشترى!! إن على الفن أن يتشبث بالريادة ، وأن يجر التكنولوجيا خلفه ليجعلها في خدمة التربية والتثقيف الجاد.