يؤكد على الأمور التاليّة : أ تتمثل خصوصية الطريقة المحدثة في ابتكار معان لم تعرفها الشفوية الجاهلية . ج ‏ الثقافة العميقة الشاملة شرط لا بد منه لكل من يحاول أن يكون ناقدا شعرياً . فلا بل لناقد الشعر أن يكون ه من أهل النفاذ في علم الشعر » ١‏ كما يعبر الصّولي . هكذا يزكّد الصّولي عل نقدّم أبي تمام وتوّقه في طريقته الشعريّة المحدثة التي تقوم . خلافاً للشغويّة الجاهلية ٠‏ على «غموض المعاني ودقتها » كيا يرى الآمدي ( توفي سنة ٠/ام‏ ه ) . والتي هي طريقة الشعراء « أهل المعاني » أصحاب الصنعة ٠‏ ومن بميل إلى التدقيق ؛ القضايا » وبخاصة شعرية الكتابة » وهي ما يبمناء هناء شكلاً نقدياً متكاملاً في كتابيه : « أسرار البلاغة » وه دلائل الاعجاز » . يشبه الصياغة والتحبير ( التوشية ٠‏ والتزيين ) ويشبه كذلك التفويف ( الرّقة» وتعدّد الألوان مع وجود البياض بينها ) » والنقش وكل ما يُقصد به التصوير ( الممدر نفسه . وإنما تثبت ها الفضيلة وخلافها في ملاءمة معنى اللفظة لمعنى التي تليها . فنحن كثيراً ما نرى كلمة تروقنا وتؤنسنا في موضع ٠‏ ثم نراها بعينها تثقل علينا وتوحشنا في موضع آخر » . فكما أنك ترى الرّجل قد تبدّى في الأصباغ التي عمل منها الصّورة لش ف ثوبه الذي نسج . وكيفية مَرْجِه لهاء وتسرتينه إيَاها » إلى ما لم يُتَهُلٌ إليه صاحبه » فجاء نقشه من أجل ذلك أعجب ١‏ وصورته أغرب . وكان المعنى بمثابة الشيء ء الذي بي يقع التصوير والصوغ فيه - كالفضة والزّهب يصاغ منهها خاتم 7 سوار . فإِنْ من المحال إذا أردنا التقويم أو النظر في صوغ الخاتم وفي جودة العمل ورداءته » أن ننظر إلى الفضة الحاملة لتلك الصّورة ع أو الذّهب الذي وقع فيه العمل وتلك الصنعة ؛ ينتج عن هذا أمران : الآوّل هو أن الشعريّة هي في طريقة إثبات المعنى » والثاني هو أن اكتشاف الشعريّة لا يتم بالسّماع وحده . وإئما يجب النظر إلى النص «٠‏ بالقلب » وتجب و الاستعانة بالفكر » وه يجب إعمال الروية ؛