ولا يُعزى هذا الفارق النادر إلى الحداء وحده أو إلى انفراد الحادي بالغناء، يُ ً عزى إليهما معا مقترنني بتلك الحساسية السمعية التي تفرق بني مخارج الحروف وهي مشتركة غري مميزة في لغات ٍ كثرية. ولسنا هنا بصدد البحث في موضوعات الشعر ولا في مذاهب الشعر؛ من البحث لا سبيل فيه إلى ترتيب السابق واملسبوق، إنما يعنينا السبق املحقق بشواهد وهو السبق إلى فن الصياغة الشعرية، فلا نزاع هنا في تطور هذا الفن بني عرب الجزيرة قبل تطوره بني العبريني من القبائل السامية،